الموضوع: عقوق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-11-2014, 10:05 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي عقوق





عقـــــــــوق

قصة إجتماعية

أرجو مشاركتي بطرح الأسئلة أو الإجابة
لنخرج بحلول ورؤية متكاملة عن الموضوع

الجزء الأول

بداية الإنحراف



ليست وحيدة والديها, بل قد سبق لهما وأن أنجبا بنين وبنات
عاش منهم من عاش, ومن مات إحتسبوه عند الله شافعا نافعا
والدها مهندس معماري ناجح, ووالدتها ربة بيت ممتازة
لذلك نعمت تلك الأسرة بالإستقرار النفسي والمادي
كانت آخر العنقود بديعة الحسن والجمال, ذكية فطنة
إنطوائية نوعا ما, لا يعرف أفراد أسرتها عنها
غير حياءها وهدوءها, فكانوا جميعا يهتمّون بها ويعتبرونها
ملاك في جسد آدميّة, الكل يغدق عليها من فيض حنانه
ويحوطها بكامل رعايته, ولا يرفض لها طلبا
وعندما وصلت إلى نهاية المرحلة الثانوية العامّة كثّف والديها من
إهتمامهما بها ووفرا لها كل أسباب النجاح والتفوّق
مساندة لما حباها الله من ذكاء وفطنة, فهي تحتاج فقط
إلى التوجيه الرشيد, والبيئة النفسية والمادية المستقِرّة
حتى تتمكّن من إجتياز هذه المرحلة بنجاح, إنّها تقف على مفترق الطرق
فإمّا أن تحصد درجات عالية تضمن لها مقعدا في الجامعة
وإمّا أن تضيع سنوات عمرها هباء منثورا
لأن من لا يحمل الشهادة الجامعية في هذا القرن فليس مستقبله بمشرق
وقد دأب والدها على تشجيعها, وغرس بذور الطموح في عقلها
منذ نعومة أظافرها, وفي هذه المرحلة كثّف من نصائحه
وإرشاداته دون ضغوط أو تهديدات
كانت أسرتها تتوقع لها مستقبلا باهرا لما حباها الله من عقل ذكي.
وبناء على مستوياتها التحصيلية العالية في السنوات الماضية
فلا أحد كان يشكُّ في فوزها بمنحة للدراسة في الخارج
وبعد إستلامها نسخة من درجاتها في إختبار نصف العام لم يعلم عنها
والدها شيئا, ولم يبلّغه أحد بمعدلها الضعيف, ولم يلاحظ هو أي تغيّر
في سلوكها, غير أنه كان يسمع أمها وهي تحثّها على تقليص ساعات
الدردشة والواتسب وتنصحها بمشاهدة فيلما واحدا فقط في اللاب توب كل ليلة
كما كانت تمنعها عن الخروج مع القريبات والصديقات أكثر من
مرتين في الشهر, فكانت تلجاء إلى والدها الذي يسمح لها بالخروج
ولا يرفض لها طلبا تأكيدا على ثقته بها, وتشجيعا لها على بلوغ مستوى علميا رفيعا
وعندما إرتفعت وتيرة توجيهات الأم وتكررت مطالباتها من ابنتها
على مسمعه, تسلل بعض الريب إلى قلب الوالد الذي كان
يثق بابنته ثقة عمياء, لكنّه لم يشاء أن يجرح مشاعرها
أو أن يحسسها بشكوكه, فكان يسأل الأم والأخوات اللاتي تتباين إجاباتهن
فهذه تقول أن أمل تذاكر جيدا, وتلك تقول أنها تسهر كثيرا
حتى إذا كان نصف العام الدراسي الأوّل قد مر ضاعف إهتمامه بها
ناصحا إيّاها بالتوقّف عن مشاهدة الأفلام وعن المراسلات والدردشة
عبر الهاتف أو النقال أو ماسنجر اللاب توب, والتي كان يظنها وسائل تثقيف
وتعليم وتسلية وليست بأدوات دمار وخراب
وذات يوم تلقّى خبرا صاعقا كاد يحرق قلبه
لقد علم بمعدّل ابنته السابق المنخفض عن طريق قريبة لها
تدرس معها في نفس الفصل, وعندما واجه وسأل
عن سبب إخفاء الحقيقة عنه, أجيب بأنهم لم يشاءوا إزعاجه أولا
وليمنحوا أمل فرصة لتصحيح مسارها, وعندما حاور أمل
في سبب ذلك الإخفاق أدّعت بان لجنة التصحيح قد ظلمتها
ومنحتها درجات أقلّ كثيرا مما تستحِّق, فهي قد أجابت على أسئلة
الإختبارات إجابات صائبة, وعند مراجعته لإوراقها مع مديرة المدرسة لم
يجدها مظلومة كما تدّعى, فقال لها: بإمكانك التعويض إذا ركّزتي في
المذاكرة, وتخليتي قليلا عن بعض عاداتك اليومية
فوعدته خيرا فأبتسم لها وأنصرف
وطل نائما في أحلام المستقبل الزاهر الذي ينتظر ابنته
ومرّ ليلة مصادفة بغرفتها وقد ظنّ أنها نائمة منذ الهزيع الأوّل
فسمعها تتحدّث مع أحدهم عبر الهاتف النقاّل, ومن باب الفضول
أرهف سمعه, فسمع منها عبارة: فديتك يا الغالي فديتك
فتسمّر في مكانه منصتا آملا أن تخطّىء سمعه
فإذا بكلمات يخجل شخصيا عن قولها تتشدّق
بها ابنته بملء فيها وهي تتغنّج وتتدلل
فهمّ بالدخول عليها ثم تراجع إلى غرفته مستعيذا بالله من الشيطان
الرجيم ومن ظنّ السوء, فربّما وربّما
وعندما أوى إلى فراشه إمتنع عنه النوم, وأخذت الوساوس
تصول وتجول في قلبه, وإنحدرت دمعة قهر على وجنته
وجعل يحاسب نفسه ويقول:
المال وأغدقته عليها ببذخ
العاطفة أحترمتها وشاورتها ومازحتها وداعبتها وكأنها أمي لا ابنتي
الحرية لم أمنعها من عقد صداقات مع من أحسبهن صالحات
ولم أحظر عليها غير ما حرّمه الشرع أو جرّمه القانون
التخصص الدراسي لم أفرض عليها توجها بعينه
بل نصحتها وبيّنت لها المميزات والعيوب
الوعظ والنصح والإرشاد كنت أتلقيها منها
مباركا حرصها على العبادات والقيم والأعراف
فأزداد قطر الدمع وقُطره, إذ لا مبرر للإنحراف
وعلى مائدة الإفطار لم يكن ذلك هو وجه الوالد البشوش
الذي نادرا ما يتجهّم وبخاصة على مائدة الطعام
فاضطر إلى الإنصراف قبل أن يلاحظ أحدهم مظاهر الحزن والقلق عليه
غير أن الزوجة التي تعرفه جيدا قرأت القصة المأساوية بكل يسر
ولكنها لم تبدي أي شىءٍ يثير الإنتباه
وبعد إنصراف الجميع إتصلت به مدعية المرض, فوجدها فرصة
ليبث إليها شكواه, فهو لم يكن قاسيا مع بنيه يوما من الأيّام مهما كان الذنب
الذي إرتكبوه, كان يعالج كل المشاكل بالعقل والمنطق والحوار وهي
وسائل تربية لا تنجح دائما, وبخاصة مع الحمقى
وقد عجز تماما عن إيجاد تفسير منطقي لإنحراف هذه الابنة
وعندما دخل الدار إستقبلته بإبتسامة عذبة خففت من التوتّر
الذي كان يشعر به, ووجدها قد أعدّت له فنجان قهوة على مزاجه



من هنا تبدأ مشاركاتكم أيها الأحباب
فأتمى إثراء القصة بآرائكم وأفكاركم
وذلك بملء الفراغات, أو بأية طريقة
تناسبكم, فهيا بنا:


ثُمَّ جلست أمامه وسألته: هل حزنك سببه أحد منا؟
قال: نعم .إنها أمل التي أعتبرتها ملاكا يعيش معنا
قالت: ماذا فعلت؟
قال: لقد سمعتها تخاطب أحدهم بعبارات الحب والغزل عبر الهاتف
قالت: وماذا في ذلك؟ جميع البنات في مثل سنها يفعلن
قال: أمتأكدة أنتِ من كلمة جميع؟
قالت: ...
قال: فما رأيك أنت فيمن تتحدث إلى الأجانب عنها في غير ضرورة؟
قالت:
قال: اليس ثمّة ضوابط تمنع هذا الإستهتار بالقيم؟
قالت: ...
قال: فما داعي أمل للتحدّث مع الأجانب عنها؟
قالت: ...
قال: وما الذي يدفعها للتفكير في الحب والزواج وهي
في هذه السن الصغيرة؟
قالت: ...
قال: وماذا عن الدراسة؟
قالت: ستستكمل بعد الزواج إذا رغبت, وإلا فإن شهادتها
الثانوية تكفيها علما وتضمن لها وظيفة
قال: وما الذي يضمن لك أنه سيتزوّجها؟
قالت: ...
قال: مها بلغت ثقتها بنفسها فإنّها لن تقوى على مقاومة
إغراءاته وخدعه, كما أنّه لن يحمل لها ذرّة إحترامٍ أو تقدير
لهوانها على نفسها قبل هوانها على غيرها
وهو وغيره إنما سيستدرجونها حتى يصلوا إلى مأربهم
فلقد مزّقت الحاجز الأخلاقي الذي يمنع الرجال من التفكير
في إستغلالها, والتلذذ بمغازلتها والتمّتع بحديثها
والتعرّف على إهتماماتها وأسرارها وصديقاتها وقريباتها
وأخواتها دون أن تشعر هي بذلك, وربّما برغبتها وبموافقتها
وبهواها ورضاها, كل ذلك بإسم الحب والحب برىء
فإن مجرّد مخاطبة غير الأرحام من الرجال
الأجانب في الهاتف أوالماسنجر أو الشات لغير الضرورة
حرام ويعتبر من الخلوة المحرمة
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم
(ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)
رواه الترمذي وصححه الألباني
إن ابنتك تبذل نفسها وتعرضها رخيصة لمن لا يخاف
الله, ولو كان لها قلب نابض بالحياة لشعرت بعظم جرم
ما تفعل من وراء ظهورنا, ولحفظت لنا بعض التقدير
ولراعت مشاعرنا, ولا خافت علينا من الفضيحة والعار
ولو لم يكن سلوكها هذا فيه إثم وعيب وحرمة لما أخفته عنا
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
(البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ والإِثْمُ مَاحَاكَ فِي صَدْرِكَ
وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)
.
أخرجه مسلم
ولو كان أحد أولئك الذئاب صادقا في رغبته بالإرتباط بها شرعيا
فإن باب الزواج وطرقه معروفة, ولم يكن ليسمح لنفسه
بإستغلال إندفاعها وفراغها العاطفي الذي صنعته بيدها
فندما إنغلقت على نفسهاو ولم تفتح قلبها لإحدٍ منا
ولم تقنع بما نحن فيه من تآلف ومحبة
ولو كان ذلك انذل صادقا لبادر إلى مخاطبة أحدنا
مباشرة او عن طريق وسيط, ولم يسمح لنفسه بإنتهاك
حرمتنا والتغرير بابنتنا, وجرّها إلى مهاوي الرذيلة
قالت: ...
قال: وهل جميع صديقاتها يغازلن الرجال مثلها؟
قالت: ...
قال: إذن فما تفعله أمل إنّما يتم بإختيارها ورغبتها
وليس بتأثير أو بإيحاء من أحد
قالت : دعني أكلّمها وأنصحها
قال: أو لم نكن ننصحها طوال هذه السنوات؟
قالت: ...
قال: وهل التعرّف على الرجال الأجانب والتحدّث معهم
طموح وهواية؟
فسكتت
قال: كان من المفترض أن تؤثر فيها التربية والتعليم
تأثيرا إيجابيا, فقد زودناها بالقيم والأخلاق التي تمنعها
من الإنجرار خلف رغباتها الغير مهذّبة, وهيأنا البيئه
النفسية والمادية المستقرِرّة والمعتدلة
لكنها كانت تخادعنا وتمكر بنا مبدية السمع والطاعة
والقبول والرضى بما كتب الله لها
وفي نفس الوقت كانت تخطط لسلوك سبل اخرى
لا نعرف عنها شيئا
قالت: من حقها أن تكون لها خصوصيتها وأسرارها
قال: ...
قالت: أنت تكبّر الموضوع
قال: نعم , فليس بيع العرض والشرف بسلعة رخيصة
قالت: لم تصل الأمور إلى هذا الحدّ
قال: ...
قالت: كيف؟
قال: بالنقاش والتحاور أولا, ثم لكل حادثة حديث
واتفقا على ذلك, ثم دخلا غرفتها وأخذا يفتشان مذكراتها
فإذا بهما يعثران على مدونة عناوين مكتظة بأسماء ذكور
لا يعرفان أكثرهم, عندئذ شعرا بعظم الجرم الذي
تقترفه ابنتهما, فما لها ولهولاء الذكور؟
ماذا يربطها بهم؟
وقال في نفسه: صحيح أنها شابة لها عواطفها وأحاسيسها
ومن حقها أن تحب, ولكن ليس كل هذا العدد من الرجال
فإنَّ القلب له حبيب واحد فقط وليس كتيبة رجال
فهي إنمّا تبحث عن شىء آخر ليس الحب العفيف الطاهر
فإن الذي يقبل منها هذا السلوك ليس بإنسانٍ محترم قط
ثم أنتظرها لأنها تعود من المدرسة قبل الجميع
فوجئت أمل بوجود والدها في المنزل على غير العادة
وقبل أن تدخل إلى غرفتها طلب منها أن تفتح له هاتفها
فلم تجد عذرا يمنعها من ذلك, ففكت الشيفرة وانطلقت
إلى غرفتها تسأل الله أنْ يستر, وقد تكوّرت على نفسها
وهي تترقّب إنفجار والدها في وجهها
ولم يطل الوقت حتى سمعته يناديها: أمل ... أمل

يتبع إن شاء الله


التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 13-11-2014 الساعة 10:43 PM
رد مع اقتباس