عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-11-2015, 02:45 AM
محمد العربي محمد العربي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 268

اوسمتي

افتراضي حلمت بأنني ملكٌ في احدى العصور

حلمت الليلة بأنني ملكٌ في احدى العصور,
قد ورّثتُ الحكمة برغم ضلالتي..
أراني أسير مغمض العينين بين صفوف الجواري،
لا أكترث كثيراً إن زلت قدماي..
أقطن في إحدى زوايا القصر وأستقي القسوة من الوحدة..
ولكني قويٌ أنا رغم ضعفي..
أملك من الحكمة ما لا يضاهي تمردي..
كنت أرى الغيوم تحتشد لتقيم إحتفالاً جديداً تزفُ به الأميره..
نادى الطقس القابع فوق أهداب الجبال حراسه
بأن إستعدوا لعزف مقطوعة الأجيال..
فتقدمت النجوم,وتفرقت..وأبرق أعينها تلوح بالخجل..
لترتعش ستائر الليل,وترتسم علامات الذهول فوق قمم الجبال
وهي تبحث عن القمر..
أين تراه إختفى؟!
زاد الذهول والتهجس في نفسي..
وكثرت التساؤلات والضجيج..
إلا أن أشار الرعد بإصبعه...
فصفقت الغيوم,ودقت الريح طبول الأفق معلنةً عن بدء الحدث..
ران الصمت..
وإغتسل النسيم من غبار السفر
وجاء على مقربةً مني وهو يلهث..
فبدأ صراع الفصول..بردٌ وبرقٌ ورعد..
وقلوبٌ تخفق تنبأُ بإقتراب الأميرة..
وصوت رعشة الماء فوق هامات الصخور،
تتزاحم لتجد مكاناً لها في المدينة..
وهمسات مرتجفه..وويلاتُ الإنتظار تقتلع البقية..
وخيالٌ ينبثق من بعيد يلوحُ بإبتسامة..
فإتجهت الأنظار نحو الضيف القادم من بعيد..
فبانت الأميرة ..
وإنتحرت الأنوار,وأزهرت السماء وروداً تتسارع لتزين فستانها الممتد كمدينة..
تقدمت الأميرة ..
ومزقت أوتار القصيدة ..
فبعثرت آثارها خلفها,وحملت القمر الحزين في راحتها وإبتسمت..قالت:
"بلغني أيها الملك العظيم ذو القلب الحزين ،
أن الزمان إذا ما قسى على المرء منحه زهرة..
ليشد بها عيدان صبره المتهالكة فتمازحه الظروف"..
تنهدتُ .. ونظرت في مجرات عينيها فأدمنت الإعجاب,
وخفق قلبي بقسوة فقلت:
"رفقاً أميرتي فقلبي يكاد أن يتمزق.."
وأشرتُ إلى كرسي وقد حفته الجواري..
بأن" أذهبي فهذا مرقد الجمال"..
وجلست الأميرة ..
تأملتها فذبت مع قطرات المطر حد النخاع..
أشارت نحوي ..
فتقدمتُ واللوعة تنهش مني الصلابه..ومسافات من لهفة الموعد تنتظرني..
أحسست بالأعين تنظر نحوي وقد إمتلئت بأطنان من الإعجاب..
وزاد الطريق من سرعة إبتعاده..
حتى حسبته يسابقني الى لقياها..
عثرني الحجر,وأطالت الأشجار أذرعها لتحجب عني الرؤيا,
وكشر الرعد عن أنيابه لما اقتربت من مقصدي..
فأشارت بكفها..
فجمدت الحياة إلا قلبي..
فما احتملت الصبر على ضعفي..
فكدت أن أهزم كبريائي ويقين الموعد يقترب من حافتي عيني..
فشددتُ نفسي,ورفعتُ رأسي,وأسرتُ قطيعاً من الهواء تمنى الخلاص مني
وزججتُ به في سراديب سجون صدري..
وأطلقتُ سراحه بعد حين..
نظرتُ أمامي..فبان شعرها..
ولكأنه إنسياب قصيدة..
أو كأنه الماء حين يمر خجلاً من بين الأصابع..
تقدمتُ خطوة..
فأشرقت عينها..
ولكأنني لمحت فيهما تاريخ مدينة تمتد على ضفتي ساحل عسلي وتستقي منهما الدلال..
نطقت بالشهادة..
وأغمضتُ عيني..وواصلت المسير,الى أن اقتربت منها
يا الله إنها بقربي الان..
نظرت نحوي,وأمالت رأسها في دلال والإبتسامة تأكل من خديها النضارة..
قالت: تفضل..
فإرتدتني الكلمة ولكأنها وشاح عروس يأخذه الريح فوق جناحي الرهافه..
جلستُ بقربها..والوقت والليل في عيني يورثانني الصلاده..
قالت: لما أنت مغمضٌ عينيك؟!
قلت : ......
وللحلم بقية

محمد العربي
2006
__________________
وددت ُ لو أنني كـُــنت ُ بقربكم الان ،
نـُـمسك ُ بالقلم سوياً ونكتب ُ فوق صحاف الهوى
رسائل من فحــوى الكلمات ، ونـُـوّريثها للعشاق .
رد مع اقتباس