عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-11-2013, 11:25 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي دخان الخيانة الجزء الثالث




مكائد زوجة الأب

الجزء الثالث

المصيبة

إستردت وعيها,لكنها كانت قابضة على رأسها وهي تجلس متأوهة:
يا الله ... يا الله ... وآ رأساه
فبادر الزوج بالسؤال: ماذا بك؟
أ عاودك المرض أم ماذا؟
فأجابت بصعوبة بالغة: وجدت نفسي أترنّح فجأة و رأسي تثقل ثم أغمي عليَّ
فطمأنها زوجها أن حالتها يسيرة وإنها ستصبح بخير إن شاء الله
أوقد الصبي النار وحمل بعض الفحم في المبخرة (المجمر) لتدفئة أمهِ
التي باتت تأن وترتجف أوصالها وهي تهذي بكلام غير مفهوم
ولم تغمض لأحد منهم عين تلك الليلة
وفي الصباح عزم الرجل على حمل زوجته الى أحد الحكماء في الأنحاء القريبة
فقام وولده بإعداد مهد(حمالة) ثم ثبّتاها على ظهرالجمل
وحملا المرأة,حتى وصلا بها إلى عند أحد المتطببين
فنصحهما بعد أن عاينها بأخذها إلى أمها إن كانت لها أم على قيد الحياة
لم يفهم الرجل أو إبنه السبب ولكنهما نفذا الأمر فورا
فاستقبلهم أهل الزوجة بدهشة بالغة,فليس من عادة
إبنتهم وزوجها أن يزوراهما في مثل هذا الوقت, لكن الحزن
الجاثم على صفحة خد الصبي كان تصريح واضح
ودليل قاطع على خطورة الأمر,لذلك لم يضيّع إخوة
المرأة الوقت في السؤال عن أسباب الزيارة
بل بادروا إلى حمل المرأة إلى كوخ أمها,ثم خرجوا وقد إكتسبت وجوههم
كئابة لا تقل قتامة عن تلك التي تعربد على وجوه الزوار
ثم لم يلبثوا طويلا حتى سمعوا البكاء والصراخ
يرتفعان داخل الكوخ: وآ بنتاه ... وآ أختاه
فعلموا أنها فارقت الحياة,وكاد الوالد أن يجن من هول الفاجعة
بينما دخل الولد إلى حيث ترقد أمه وأرتمى عليها مستنهضا إيّاها:
إنهضي يا أُمي أرجوكِ لا تموتي يا أمي لا تتركيني يا امي
فأحتضنته خالاته وجداته وقلن له:
أمك ماتت يا ولدي.فلا تخف إنت رجل,و كل الناس ستموت
ثم صرفنه إلى حيث تقف الرجال
فقاموا بتشجيعه و ملاطفته حتى ثاب إلى رشده
وبعد إنقضاء أيام العزاء قرر الرجل العودة إلى مسكنه
والاهتمام بحيواناته التي أودعها عند جيرانه
فابلغ إبنه برغبته تلك,و خيره بين البقاء عند أخواله أو مرافقته
ففضل الولد المضي مع والده.وهكذا كان.
مضت الأيام و الليالي كئيبة ثقيلة على الوالد وعلى الولد فلا أنيس و لا جليس لهما
و ظهرت صعوبات فقد الأم و الزوجة,الأمر الذي حدا بالوالد لأن يصارح
إبنه بضرورة الإستعانة بامرأة تقوم بمهام والدته.فتطهو و تهتم بالمسكن
وافق الولد على مضض,وتم زواج الأب على إمرأة سبق لها الزواج والطلاق
فغمرت الزوجة إبن زوجها بالعطف و المعاملة الحسنة في الأيام الأولى من زواجها

و لكنها لم تجد القبول الكامل من الولد الذي كان ينفر منها
و لا يصدق حرفا واحدا من كلامها ولا يثق بها مطلقا
غير أنه كان يظهر لها السمع و الطاعة,ويخفي مشاعره المرتابة نحوها
كانت شكوك محيدان وهذا إسم الولد تزداد يوما بعد يوم في سلوك زوجة أبيه
و لكنه لا يرى ما يبرر شعوره ذاك,ولا يستطيع أن يبوح لأبيه بمجرد الشك و الظن
امَّا الأب سعيد حِرشآت فكان مشغولا بحيواناته و أعماله اليومية و لا يلقي كثير إهمام بسلوك زوجته
أو نوع العلاقة التي بينها و بين إبنه طالما إنها تطبخ و تكنس و تحفظ الولد من التشرد
وذات يوما و بينما كان محيدان يرعى حيواناته في البرية شاهد خيال إنسان
يمشي مسرعا,ويبدو عليه الإرتباك والخوف,وهو مقبلا من ناحية مسكنهم
إلا أن ذلك الرجل لم يلاحظ وجود الولد الذي أصيب بالدهشة والإستغراب
لأنه يعلم جيدا أن لا أحدا عاطل وبلا عمل في مثل هذه الساعة
من النهار فجميع الرعاة و أفراد أسرهم مشغولون
لكنه أقنع نفسه بأن الرجل قد يكون باحثا عن حيوان ضال أو ربما هو عابر سبيل
و في المساء لاحظ على زوجة أبيه سلوكا لم يكن يراه من قبل

يتبع إن شاء الله


التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 30-11-2013 الساعة 10:54 PM
رد مع اقتباس