عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-12-2014, 03:22 AM
حاتم عبدالهادى السيد حاتم عبدالهادى السيد غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 27
Post أنثى النار أسمهان الفالح / تونس


من تونس الخضراء أقدم لكم شاعرة أراها تسبح فى سماء النور ، تلتقط الكلمات بريشة السحر والنور لتضفى على الاباع رونقاً أثيراً أقدمها هنا وأنا واثق أنها قريباً ستكون شاعرة كبيرة ليست فى تونس فحسب بل فى بلاد ممتدة من أرجاء الوطن وأخص بها فضاء السلطنة التى أحمل لها لها المودة والتقدير .
حاتم عبدالهادى السيد / ناقد / مصر



أنثى النّار

انتظرتكَ...
على ضفاف الشّوق..
وبيمنايَ باقةٌ من حبّ ملوّنة..
و بشمالي تغفو أحاديث وله قديمة..
تكاسلتْ الشّمس..
وتنهّد ..في سرّه القمر
و لم تأتِ..
تكدّستْ الأيّام على دربي
عُمُرًا من رجاء..
و لم تأتِ
شاخ الزّمن على أهداب القلق
بينما أترقّب هطولك..
فيا مزن ...
مابالك تحتبس عن أرضي؟
اه...لو تكسرُ أغلال صمتكَ
لو تتمرّدُ على عجزكَ
سيشهق ..الهوى
سيشرق..بآهاتنا
مشاتل الفلّ،
و أزهار اللّوز ،
و تلك السّنديانة،
و أنا..
نكتوي بلظى الأرق
على وسادة خاويه
فمتى تأتي؟ متى؟
ليتك تُهديني
ذات بوح،
جوقة من أمنيات
تنثر على بيدر غربتي
حُبّا ..
و تُطلق قطيع سنونوّات
تجتاحني لو تعلم
رغبة محمومة
في البكاء..
في التّلاشي بين ذراعيكَ
في اللّقاء..
لماذا كلّما عنّ لي الهروب منكَ
لا أجدني إلاّ منقادة بلهفتي إليكَ؟
أ غدا..
في عينيكَ..
أغسل شمسي المنهكة؟
أتنشّف بقبلاتكَ المعطّرة؟
أتدثّر بأنفاسكَ الحّارَة؟
لكن..
أتراه يعشق كما أنتِ
التّمزّق على صدركِ
الانصهار حدّ الذّوبان بين أضلعكِ؟
بل ..ليته يجرؤ على
اختراق مسافات نبضكِ..
و الاحتراق بجمركِ المخبوء
حتّى الخدر..
أ أنثى النّار
في لجظة لامعة
تنهمر فصولا من حنين؟
تتداعى أمام ارتعاشة الخريف ..
و تنسكب بين أصابعه قوسا من
غمام ؟
فيلتحم الماء بالماء
و يشتدّ العناق ..
كيف ؟ كلاّ..بلى..
اه... لو تدري
كم جرتْ دمعتي مهزومة
على أخاديد الغياب..
كم خشيتُ أن تُغرِقَ
وجه المدينة..
أن تَنزِفَ أنهار ملح
تغمر..
الحقول و المزارع،
الأنهج و المنازل،
الأزقّة و الطّرقات،
أنا ..و المدينة..و ظلّك
لولا أن بكتْ عين و استحتْ
أختها
كنَا غرقنا...في طوفان من الملح
أما خبّروك كم يحترق الضّوء
في شجن الظّلمات؟
أما خبّروك كم يتيه النّغم
على أعتاب العذابات؟
سأنتظركَ..
على ضفاف الشّوق..
لو اشتعلتْ ذؤابات الرّبيع
سأنتظركَ..
فرفقا بي..حبيبي
و لا ترسم على وجعي
قبلة اعتذار باردة..
بل افتح لي نافذة
على القمر
و دعني أقطف من روحك
ما أشتهي.

(إسمهان الفالح ..تونس)


رد مع اقتباس