نعم بالأمس أدركت ما سر تسمية العبرات للمنفلوطي .. حقا انها لتدمي المقل فما تلك الفصول والأحداث بحكاياه إلا إنسانية تغطرس عليها الظلم والقهر فلبست قناع الشر والشقاء زيفا ثم ما لبثت أن عادت إلى حياة الطهر و الإيمان كما أرادت لها أقدار الله في لوحه منذ بدء شعور جنانه بالحياة...
قد نركن بالشر و سوء الأخلاق لأحدهم من مظهره وما نعرف ما الأقدار و الظروف الأليمة التي أحاطت به لتجعل من شخصه هكذا ومع عنوة التداعيات و سيل الإتهامات نجد عالما من الوفاء كان يحتضنهم دون أن ندري فذلك الفيض من الآلام بداخلهم أوقد رحمة لا يدرك أبعادها إلا من حدق و تأمل بروحانية القلب في ناظرهم .. مارغريت تلك الفتاة التي أصلت نار البوح فيني اليوم لأضع حروفي شفقة و رحمة لها تماما كأرمان الذي سعد بجملة حياتها و استطاع ان يراها مبعثا للجنان دون أحدهم...
بالأمس حقا أعيتني العبرة تماما ككاتبها الذي نال نصيبا منها وهو يترجم ترجمة تشق على أنفاسه ليضعها شعورا في كيف لنا أن نحترم الآخر دون شماتة فما نعلم ما هو فصل القادم من حياتنا و هل سنجد حقا من سيضع لنا أسبابا نبتهل بها إلى الله شكرا أن أدخل رحمة في قلوب عبيده لنا....
مارغريت أعلم أنك صرت صفحة مطوية في مجلد الرحيل و لكن يكفيك ما بثه المنفلوطي من السرد في كتابه ليضع من العبرات عبرة وعبر نتخذ بها منهجا...