عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 20-11-2015, 08:52 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي




المشتبح



الجزء الثالث


بر أزمُّت كند


ويوم خرج لاقى نصيب واخوانو وعيال عمّو وهم بيكاونون ناقه منشان يذبحوها
فوقف متعجّب، وعاده واقف شاف أخوه مستهيل وتمّن أبو نصيب جايين، فأستقام لين وصلوا
فقال لو تمّن: أمبيرا ذنُه أعبج ليش دِدْشْ، وما شي قدّامك غير تزوّجو عَدَنْ بغيت ولا ما بغيت
وأنت تعرف السوارح آزاد ، فأستعمى الإمام وقال: أنزين يعبج على كيفو، والله لو ذبح ميت ناقا
ما يتزوجها! فحمقوا الجماعه، وقال مستهيل: خير لك تزوّج بن أخوك، ولا ركبت راسك فبينّا وبينك
بر أزمُّت كند ــ على الشيخ العام الذي يتحاكمون عندو راعا ت هذيك البلد ــ فقال آزاد:
شربوا البحر لا بغيتو نتحاكم عند الشيخ ما با تلاقوا شي نجاح، فقال مستهيل: با نشوف
وراحوا من عندو وهم بيثرثرون. وفرّق نصيب واللي معو اللحم على الأهالي، ولا هو دخل شي
من البيوت يقول: هىء أى عبيجك ل عَدَنْ أيش دِدْي ، ويتفاشر بعمرو
والناس يبغضونو من كثرت بهتانو وغرورو، فحد رمى باللحم وحد اعطاه السنانير
وما حد أكل مِنّو غير قلّه، وهو ما يدري، وعلى الغداء اجتمع الإمام مع مرتو وبنتو وشريكو
وخبّرهم باللي استوى وقال: سمع وشوف يا بني لا شفت عمرك ما عندك طاقه
تتحمّل المخاسير والمشاكل، فأحسن لك من ذلحين تفسخ الخطبا، ولا تدخل في مشاكل
وأنتي يا عَدَنْ اعمامش وعيالهم ما با يتساهلوا ويخلّونش تتزوّجين على كيفش
فقالت: والله يا يبّه ما أتزوج نصيب مهما يكون
وقال علي بن مَظْعَغْ: وآني والله مستعدّ أضحي بمالي وروحي منشان عَدَنْ
فأرتاح الامام وقال: إن شاء ما فيه خسارت روح، فلاكان يمكن نخسر قروش كثير
وأتّفقوا يقبلوا حكم الشيخ بر أزمُّت كند.
وكان نصيب بن تمّن في هذي المدّا يدخل ويخرج عند الأهالي يحرّشهم ويجاب هرج
أكاذيب على بنت عمّو ويرغمها، وين ما جلس يقول: هذي الشخله قتّها سوّت عاور
والآّ ما غلبت مني وفرحت بالغريب المذلول المطرود، وآني ماني مصدّق سالفت أعاجاوب
هذي لي بيقولوا عليها، هذي غمرت معو وبغت تنستر
ويوم وصلت هذي الأقاويل لا عَدَنْ فار الدم في عروقها، فثارت من ساعتها ولبست عبايتها
وشلّت قبّ وخرجت وهي مستعميا، ويوم شافها أبوها خارجا وهي مستعميه سألها
فقالت لو: با سير قُص لسان هذا الشخله لي بيكذب عليّا ويرغمني ويتّهمني بفعل العاور
فقالّها: حجريني با سير معش، وسيّحت أمّها على اخوانها وعيالهم وتبعوهم بعض الجيران
ويوم صلوا السوق وشافهم نصيب جايين لا عندو عرف أنهم ناوين على شر
فعدى لا عند أمّو، لاكان عّدَن واللي معها حاصروه من كل مكان، فأستقام في مكانو
وهو بيرتجف من الفزع، ويوم شاف القبّ في يد الصغيرا زعّق من الفزع:
يا وليد الفرح ، لحقو عليّه، عمّي آزاد وبنتو با يعتدوا عليّه
فواحوا عليه أخوانو وعيال عمو وأبوه وعمّو مستهيل ومجموعا كبيرا من الناس
فيسع فيسع يوم سمعوا الزعيق، ووصل أبوه وعمّو مستهيل فقال آزاد:
ما حد با يفعل بك حاجه، بنت عمّك بغت تكلّمك، فقالّو ابوه سير وشوف أيش بغت
فتقدّم شوي وهو فزعان، وتقدّمت عَدَنْ وهي متنقّبة لين وقفت قدامو وقالت لو:
يا الكذّأب أيش جالس تقول عليّه عند الناس؟
آني سوّيتا عاور؟ أيش هو؟ خبّر أوبي وأوبك
فأرتبش نصيب وقام يحلف وهو كذّاب، وينكر ويجحد وهو بيرتجف
فقال مستهيل: أنّا لفرح يا عاور يا عاور ، ما بقى غير البنات يقارعينا
يا الله فيسع ردّي البيت هذا ما هو مقام حريم
قالت: لا. الدعيّة تخصّني آنا. فلازم نصيب يخبّركم بالعاور اللي آني سوّيتو
وألا با قصّ لسانو منشان ما عاد يكذب عليّه، كما يكذب على علي بن مظعغ
فأحتفّ تّمن أبو نصيب وقال: أنتي با تقصّي لسانو؟ أووه أووه واللا لا قليلت أدب
واللا لمربغّه، فأستعمى آزاد أبو عَدَنْ وقال: بنك الكذّاب هو قليل الأدب، ويحتاج تربايه
فقال تمّن وهو بيضحك: أنزين هاك هو قدّامكم، قوموا قصّوا لسانو أنت وبتّك الشبعانه
فغضب آزاد وشهر جنبيّتو وهجم على نصيب، فعدى وهو بيزعّق :
يا وليد الفرح، بُرك شُوك، آني فداك يا عم آزاد، والإمام بيعدي وراه
فحوّطوه أبوه وأخوانه، ووقبضت مجموعا من الناس على آزاد، ونزعو الجنبِيّا من إيدو
لأنّو شيخ كبير السن، فقامت عَدَنْ وهجمت على نصيب بالقّب لي معاها، فحجاها أخوالها
وحلفوا عليها توهد فقال الإمام وهو مستكسي:
هييي هاوهه أنُغلي مع الأسف ما معي ولد منشان يربّيك يا نصيبُه البرذول
فقال مستهيل: أمبا سيّح على أحمد طلحِم، مش أنتا زوجّتو؟ هو في مقام بنك
قال: هذاك رجّال غريب وضيف ومالو خُصّ، فقال تمّن: وأيش با يساوي يعني
هذاك المطرود. لو في الهند خير كان ضمّت دراويشها، وضحكوا كلياتهم
وآزاد وبنتو مقهورين، وكانت أم عَدَنْ قد طرّشت لا عند أحمد طلحِم من يخبّرو بالسالفا
لأنو كان في المسجد يصلي الضحى ساعت ما خرجو عَدَنْ وابوها
ويوم درى باللي استوى خرج فيسع وراح البيت وشلّ آقاتو وعدى
منشان يواحي على عمّو وخطيبتو، ويوم وصل شاف جماعة نصيب محوّطين على الامام
وهو وسطهم كما الكاوي بين الأمواج، فجا يُعدي لين دخل بينهم ونهد عليهم وقال:
وخّروا عن عمّي، وأعطوه جمبيتو يا المطاحيب
فقال مستهيل: وأنتا أيش خصّك؟
قال: آني بنُه
قال: ما بانوخر، أيش با تسّوي؟
فهزّ آقاتو وقال: قسما بالله طاعنكم بهذي الآقات لين يسيل الدم للركب
ففزع مستهيل يوم شاف الرجّال من صدقو، وقالّهم: فلّتو عليه هذا الغظنة
فزّعقت عَدَنْ: نصيب نصيب عليك بو يا حمد هو لي بيكذب عليّه
فراح لا عندو، فأفتذر نصيب وزعّق وهو بيتراجع لا وراء:
شوف مالك حاجة فيني، مالك خُصّ آنا ما قلتا شي، واللا ما قلتا شي وتحامى خلف أبوه
فقال تمّن: الله يعرّك منّا يا حمد طلحِم، مالك خّص، يا غريب كون أديب
قال: لي خّصّ، آزاد أوبي وعَدَنْ خطيبتي، واللي يأذّيهم يأذيني
وحسابك قريب يا نصيب، وجو بعض الرجال العُقّال يفارعون ويفرّقونهم
ويوم درت أم نصيب باللي استوى خرجت وخطفت على بيوت اخوانها واخواتها
وجن معاها سرجيجة حريم وجهال لا بيت آزاد، وقامن يلعلعن ويسبن
البنيّه وابوها وامها واحمد طلحم، فلاكان ما حد تحرش بهن لين تعبن وردن لا بيوتهن
ومع الظهر وفي البيت ويوم جلس آزاد وعيالو سمعوا حد بيدّقّ الباب، ففتح
احمد طلحِم لي هو علي بن مضغ، فلاقى واحد من عيال مستهيل
قال: طرّشني أوبي وعمّي تمّن
فدخّلو، فقال: يا عمّ آزاد أوبي وعمّي تمّن بيقولوا لك بكره با نسير لا عند
الشيخ بر أزمُّت كند منشان نفسك من هذي البلوه لي جابتها بنتك المربّغة
قالّو: أمبا خبّرهم إنّي موافق يا الملسون
وفي المساء أرسل آزاد حد لا عند مستهيل وتمّن وجماعتهم ينوه عليهم منشان يسافروا جُبره
فقال مستهيل: ما بغينا نسير معاهم، فلاكان الملتقى عند بر أزمُّت كند عقب ثلاثة أيّام من ذلحين
وبعد صلاة فجر اليوم التالي ركب آزاد وجماعتو على رواحلهم وساروا قد الشيخ
أمّا تمّن ومستهيل وجماعتهم فكانوا قد تحرّكوا من الليل أي هيّ
وبقى نصيب في البلد لأن أمو ما فسحت بهم يأخذونه، وقالت:
ولدي ما با يسافر مكان في هذي الهجيرة وهذا القيظ
أنتو سيروا الله يسهّل عليكم، واللي سدّيتوا عليه هو ما با يخالفكم
ويوم سافر الرجال وخلت لو البلد تقدّر نصيب وسوى عمره أسد على النسوان والشيوبه
وتسلّط على بيت عمّو آزاد، وقام كل ليلة يصتّ على العجوز وبنتها
منشان يسمع هرجهن وينقلو للناس بعدما يزيد عليه هزبات من عندو
ويوم درت بُهْ عَدَنْ زهّبت لو هديّة بالتعاون مع عيال الجيران
وهذيك الليلة المظلمة وفي مغصوص ضيّق وقبل ما يوصل للثقب اللي يصتّ منو
طحس صدفه وتقلفع وأنتفغ على كرفيفو، فحاول أنو يقوم لكنو طحس
مره ثانيه على المراغه المبللا ببول البقر وفضلاتهن، وبقى مدّا هكذا، لا حاول يثور
يتعكّل وينتفغ على وجهو، لين أمتغث، امتحق، فزحف على رجولو لا قُدّام منشان يخرج
من هذاك المكان فلاكان يوم زحف شويّ إنكبّ عليه ماي حامي حامي، فزّعق من الوجع والحرقه
وتشرقع من الفذره لا قدّام لاكان طاح في حُفره متروسه شكاوع وقاذورات
فصرخ من حُرقت الشوك، وسمعوه الناس، لي كانوا حاجرينو بعدما خبّرتهم الصغيرا بقصّتو
وخرجوا الجهّال والحريم بالفوانيس، ويوم شافوه متشنجل في الجفره ضحكوا
وقالت وحده من العجائز: الله وكبر عليك يا الباير، أوهيه تب إنّك تعشّيت تمام
رزح يا عدوّ الله، وتجمّعوا ناس كثير عند الحفره، وقام الجهّال يغنّون:
ثِيرِن هنسَاه هُنْساه ثِيرِنْ بَهْساه بَهْساه
فخزى نصيب وتمنى أنو الأرض تنشق وتبلعو من الخزيت والعاور
فلا كان ما حد خرّجو من الحفره لين جات أمو وقريباتها، ويوم شافت بنها هكذا
وقفت تحاكم الناس وتسأل: ذا من لي حفر هذي الحفره؟ الله يفعل بو ويفعل بُو
والناس بيضحكون. ومن هذاك اليوم ما عاد استانس نصيب يصت على حدّ
ويوم وصل مستهيل وتمّن واللي معاهم لا بلاد الشيخ ذبح لهم وضيّفهم كما هي
عادة العرب من سابق دويل .
وبعد الغداء اجتمع بُهْ تمّن وأخوه مستهيل في الحُجره، وأعطوه جنبيّه نزوانية هديّه
وبعدين خبّروه بالدعيه، وقال تمّن:
أنتا تعرف أنو الولد أحق الناس ببنت عمّو، وآزاد خي الله هداه بغى يغيّر السنن
والسوارح، وما حفل بكلامنا، ولا سمع نصيحة حد منّا، وهذاك الرجّال لي زوّجو واحد غريب
ومطرود من عند أهلو، ما نعرف أيش سوّى من نكبة، لا لو ساس ولا لو راس
فمن فضلك أحكم بيناتنا، فقالّو الشيخ: زهل.

يتبع إن شاء الله



المفردات

ـ استقام: انتظر ـ لين: إلى أنْ
- أمبيرا ذنُه أعبج ليش دِدْشْ : هذا الفتى حرّج على ابنة عمّه، باللغة الشحرية
- حمقوا: حقدوا ـ بينّا وبينك : الحكم بيننا - فرّق: قسم - ولا: وكلما
ـ هىء أى عبيجك ل عَدَنْ أيش دِدْي: انا عرقلت زواج بنت عمّي باللغة الشحريّة
- يتفاشر: يتفخر ـ بعمرو: بشخصه - طاقه: قدرة يحرّشهم ـ يحرّضهم
- يجاب: يختلق - شخله: قذرة - عاور: عار - سالفة أعاجاوب: قصّة الحب
- غمرت: دخلت في مأزق - شلّت: اخذت - قَبّ: عصا غليظة - حجريني: انتظريني
- يا وليد الفرح: نداء استغاثة - واحوا: هبوا للنجدة - خبّر أوبي وأوبك: أخبر ابي واباك
- يا عاور: يا للعار ـ يقارعينا: يقاومن ويبارزن - الدعيّة: القضية ـ احتفّ: اشتد سُخطه
- استعمى: انفجر غضبه - تربايه : تربية - هاك هو : ها هو - يزعّق: يصرخ
- توهد: تهدأ - مستكسي: حزين - سيّح: استدعي - هييي هاوهه : صيغة تحسر
- خُصّ: شأن - طرّشت: أرسلت - ساعت : عندما ـ يواحي: ينجد
- الكاوي: علامة بحريّة يتخّذها الصيادون - وخّروا: ابتعدوا الغظنة: موضع الشفقة
- نفسك : ننتهي ـ مربّغة : مدلّلة ـ أي هي: من مدّة طويلة مضت ـ فسحت: سمحت وتركت
- سدّيتوا: اتفقتوا ـ تقدّر: فعل ما ليس مخولا لفعله ـ يصت: يتجسّس - هَزْبات: كمية كبيرة
- درت: علمت - زهّبت: اعدت ـ طحس: انزلق - تقلفع: فقد توازنه ـ أنتفغ: سقط
- كرفيفو : وجهه ـ مراغه: طين رطب - يثور: ينهض - يتعكّل: يفقد توازنه
- أمتغث: فقد الصبر - امتحق: ضجر - شوك ـ تشرقع: قفز - شكاوع: شوك
ـ متشنجل: متبهذل - جفره: حفره ـ الباير: الفاسق - رزح: تبّا لك
- ثِيرِن هنسَاه: اين الضبع؟ هاهي باللغة الشحرية
- الله يفعل بو: كناية عن الحقد - استانس: تجرأ - زهل: إطمئن





[/size
]
[/size
رد مع اقتباس