[فيصل مفتاح الحداد]

كان الشيخ جمعة الماجد تاجراً عظيماً ,وقد لحظ أن الاستعمار الأوروبي والآسيوي ( التركي ) قد استوليا على الكنوز التراثية المتمثلة في المخطوطات العربية ونقلاها إلى أقاصي الأرض وبدا له أن يعمل شيئاً باقياً ، ينال به جزيل الأجر والثواب ,فعمل مركزا جمع فيه صوراً للمخطوطات العربية من شتى بقاع الأرض ،فكان هذا الصنيع عملاً قومياً رائعاً فقال الشاعر فيصل مفتاح الحداد :
يا مـن بـنى هـرمـا لـلـعـلـم والأدب حـاكى به شاهق الأبراج والشّــهب
صرح التراث الذي فاضت محاسـنه حـتى غـدا آية الـتّاريخ والحقـــب
أضـحـت عيـون بني حـوّاء تـرمـقه كــأنه جـبـل قـد لاح مـن ذهـــب
أغنى دبي بفيض العلم فاشتـهرت مـمـا حــوته مـن الآثـار والـكــتـب
بحر من العلم قـد فـاضـت روافـده لمـا جـرى هادرا من فيضها اللّجــب
أحـيـا نـضارتـها ,أبدى غضارتها أغـنـى حـضـارتـها بالـعــلم والأدب
فيه كنـوز مـن الأمـجـاد كـامـنــة مـا كـان مـن ظاهر منها ومحتــجب
يـا مـركـز المـاجد السّامي بمحتده والمـنـهل العـذب لـلـظمآن والــكرب
بفضـلـك الـيوم قد عادت عرائسنا نـزهى(1) بـها حـرّة مـوفـورة الحسب
قد ولولت في ديـار الغـرب بـاكية حـتى أتـيـت بـها يـا قــبـلة العرب
عادت لنا حـرّة غـرّاء ضـاحـكــة أغـنـت مـحاسـنها عن كلّ مجـتـلب
كم طالب عظـمـت في العلم رغبته حـقّـقـت بـغـيـتـه من غير ما طـلـب
تـبـقى عـلى أمـد الأيـام مـنـتجعا تسمو على هامـة الأيام كالنَّـصَب (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)يُزْهَى : يفتخر ويتيه ، مبنية للمجهول مثل يُعْنَى .
(2) النَصَب : العَلَم المنصوب .