عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 12-02-2011, 08:23 AM
الصورة الرمزية حمود الحجري
حمود الحجري حمود الحجري غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: شق فجرك ظلامي وانجلت عتمتي 2012
المشاركات: 465

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالناصر السديري مشاهدة المشاركة


الجميل حمود كم أتحين الفرصة لأجد لــك نص أضع فيه وجهه نظري المتواضعة ,أطلعت على هذا النص سابقا و ادهشني حجم الاشتغال والابتكار في مستويات عدة من حيث الشكل الكتابي المتسلسل والمرقم، الذي يشي بأن هذه القصيدة جسد لا يقبل التفكيك ، ويخبرنا أن الترقيم لم يكن اعتباطيا وأنما جاء تبعا لأبعاد زمانيه مختلفة (هذا ما سنعرفه لاحقا ) أو من حيث الدلالة أو من حيث الانزلاق الشعوري الذي وضعتني فيه إلى نهاية القصيدة أو وتذويب القافية أو الوحدة الحكائية في النص ، المتسلسلة بنسق قصصي بالغ الدقة ...
لن أطلق عبارات عامة ولا امجد نص بل هي الحقيقة، أن هذا النص شغفني شعرا بكبريائه اللطيف عن التقليدية التي نعاني منها وأولهم أنا ..
(( سأركز قراءتي في الشطر الأول وأمر سريعا على بقية الأشطر ))

1
تنزلق
قطرة ندى
فـ الوثير ، الوثير
روعة ٍ تغري الشذا
لون وفخامة
القراءة الأولى لهذا الشطر ..:.
تبدءا بنا رحلة القصيدة بالانزلاق مع قطرة الندى حيث يرمي لنا الشاعر أشياء كثيرة لا حصر لها تبدأ من الشطر الشعري وتنتهي بتأويل المتلقي وثقافته .. هذا الدخول المفاجئ في جسد النص (تنزلق) ، فعل مضارع يدل على الآنية والحياة خصوصا عندما يصور لنا مشهد انزلاق قطرة الندى على سطح وثير وتكرار كلمة وثير دليل على شده نعومة السطح الذي تنزلق فيه قطرة الندى ..
ثم يواصل تفصيلة للمشهد الانزلاق الرائع بقوله
"روعةٍ تغري الشذا"
بماذا يغري هذا التساقط الجميل والانزلاق الشذا ؟؟ بماذا يغريه ؟
"يغريه لون وفخامة"
أي أن هذا التساقط والانزلاق الرائع لقطرة الندى على السطح الناعم الوثير يغازل الرائحة الجميلة المنبعثة من نفس الانزلاق لهذه القطرة الفخمة
القراءة الثانية لنفس المقطع :.
شطر يحمل معه بُعدة الزماني وهو وقت الفجر قبيل الصباح وهو وقت حدوث الندى ذلك التنفس الجميل لـ الصبح . والذي سيؤكده الشاعر في الشطر رقم 2
حيث أستطاع الجميل حمود أن يبعث الحياة في خيال المتلقي بتصويره لمشهد الانزلاق هذا .
هناك مستويان من المعاجم استخدمت في هذا الشطر
المستوى الأول
( تنزلق – قطرة _ فخامة – الوثير ) وهي مفردات غير دارجة كثيرا في الشعر الشعبي المعتاد والمستهلك ولكنها تستعمل في لهجتنا المحلية بكل تأكيد، حيث كان لشاعرنا الفراده في استخدامها وتوظيفها توظيفا صحيحا ، بعد أن كانت مهمله نوعا ما
أستطاع من خلالها أن يخلق لغه شعرية باذخة متفردة لا يصلها القاري العادي
أما المستوى الثاني . ( ندى – روعه – تغري – شذا ) كلمات كثر استعمالها ولكن استخدمها جاء ذكيا بحيث لا تحط من مستوى القصيدة أو من لغتها الجميلة ..
- الشيء الأخر هو الدقة في توصيف المشهد في شطر بسيط وقدرة هذا الشطر في خلق أسئلة عديدة يجد القاري من خلالها أنه أمام نص شعري قصصي ( وهذا ما سنكتشفه لاحقا ) ..
- أبتكار التراكيب التصويرية الجديدة ( العلاقة بين حركة قطرة الندى و الشذا )
- تحسسنا بداية دور الراوي الذي سيكمل مجريات القصة التي سنتابع حلقاتها حلقة حلقه حيث تؤكد لنا الصيغة الحكائيه أن هناك سارد لقصه ما ستتلاحق فصولها
المقطع 2
جاء هذا الشطر رائع حيث أنه يصف لحظه تنفس الصبح بطريقة مدهشة للغاية
2
ليل يتشاقى
على صبحه
صبح ما همّه سوى ليله

صوره رائعة جدا تصف التخالط بين الليل وخيوط الفجر كلاهما لا يرغب في توديع الآخر ، علاوه على تشخيص الليل والصبح ورسم تلك العلاقة الأزلية التي تربطهما بعلاقة محبة وطفولة والحديث هنا يطول ويطول يطول
لينتقل الراوي أي الشاعر إلى أشخاص القصة هو وهي .. في الشطر 3
3
يشقيك من نافذة
وش نااااوية ؟

لتبداء القصة في المقاطع الأخرى تتضح
ترمي له في المقطع 4 قصاصة ورق لتبدأ بينهما قصة حب سنشتشفها من الأشطر اللاحقة

4
رمت له بقصاصة صغيرة "نعمها"
تهادى من اللهفة ثملة
فـ مشهد خرافي
...................

5
ما درى أصحاب الدشاديش
وقتها
في داخل المشهد
وعمال النظافة
حجم الدوي اللي حدث

في هذا الشطر تكملة لمشهد الفتاه وهي ترمي له قصاصة الورق
وتتجلى خصوصية المكان بكلمة (الدشاديش ) ونستشف أيضا أن العنصر الزماني تغير قليلا أي أستمر في التصاعد من خلال ( عمال النظافة ) فنحن هنا إزاء مشاهد متحركة لنفس القصة )
لم يدرك عمال النظافة والمارة حجم تلك القصاصة التي رمتها الفتاه من النافذة لذلك الفتى ..
ويأتي تعليل الشاعر لعدم أدراك العمال والمارة في الأشطر اللاحقة حيث يتخلى عن الراوي عن ذلك الصباح الجميل الذي بدأ بقطرة ندى إلى أن انتهى بتلك القصاصة التي رمتها الفتاه الى ذلك الفتى لينتقل الشاعر الى زمن أخر حيث يمكننا أن نكتشف أن قصة حب تطورت بينهما بسبب تلك القصاصة ، وهذا ما يكشفه الشطر رقم 6

6
تخبي في روايتها الحميمة
صورته
يعجبها
في "لفة مصره" المسقطية

والأنتقال الزماني المفاجئ أسلوب قصصي تعودنا علية كثيرا ولكن لم نتعوده في القصائد الشعبية وهنا تكمن أحد عناصر الدهشة في هذا النص .
فـ النص هنا تصويري مشهدي ، أي سلسلة من المشاهد أو فصول قصيرة جدا لرواية عاطفية بين حبيبين ..
ويمكن لـ قاري واعي أن يصل تلك المشاهد ببعضها ليصل إلى قصة حب جميلة تطورت إلى مواعيد وحب ....الخ
"وأعتذر هنا عن عدم تفنيدي لكل شطر لضيق ذات وقتي "
ولكن لا تفوتنا النهاية الحزينة لهذه القصة وحاله الحزن والغربة وتشرد الروح والهروب الى الطبيعة في المقطع


أسير والسكة تبا تطبق علي
من ضيقها
وكنت أمنيني بخباياها
وفي وجهي أغاني
.............
والمقطع

16
كان الفلج في عنفوانه
كنت في جاله
اداعب فضة القذلات
وأغمز للجحال العابرة
..........................
ثم تأتي النهاية الحزينة المدورة بعناية ليحصل الوداع بنفس الطريقة التي حصل فيها اللقاء . يااااااااه كم انت جميل يا صديقي ..

17
كنت أركل أحجار الطريق
لحظة خذتني للأرق
تلويحة ايد
من نافذة سيارة مرت


مبدع يا حمود ولدي الكثير الكثير الكثير في هذا النص الغني بجوانب الأبتكار والدهشة

أعتذر منك جدا جدا


أختي العزيزة غربة آسير أنتي مبدعه قادمه ولا أعجب في أن هذا النص أزعج ذائقتك فهي الحالة الصحيحة لـ النصوص الحديثة التي لا تسلم امرها من المرة الأولى
بل اعجبتني جرأتك في الطرح وأنا متأكد أن الكثير هنا يستترون خلف غطاء المجاملة عكس ما قمتي به من البحث عن الحقيقة والفضول الذي راودك , ومن الجميل ان لا تمر نصوص كهذه ورائعين كــ حمود مرور الكرام ..
أو ان نتركهم يهربون دون أن نستفز وعيهم وثقافتهم الجميلة

عبد الناصر
ما كتب أعلاه يكاد يكون قراءة نقدية
أكثر من كونه مداخلة
أشكر وعيك
وحس التلقى الرائع لديك
ثمة ناقد متميز يسكن داخلك


محبتي
رد مع اقتباس