[يعقوب البلوشي]

هناك ...
وعلى شاطئ الأمل الأخير..
الممتد إلى ما لا نهاية..
رجل يحاول سرد قصته..
أو بالأحرى حكاية..
يحكي بأنه رجل ضاقت به الدنيا
ولا يوجد مفر
متزوج ولديه بنت و ولد
ويسكن قرب شاطئ البحر
إبنته تبلغ العاشرة ربيعا
ويدعي اسمها سحر
وابنه يبلغ السابعة ربيعا
ويدعي اسمه عمر
وفي كوخ صغير لا يتمنى أن
يعيش فيه طول العمر...
غارق في متاهات الحياة
لا يدري إلى أين المفر؟؟..
حياة صعبة لا تستطيع ذكرها
مليئة بالهموم و الكدر...
لا يكاد يلقى قوت يومه
مسلم أمره بيد القدر..
و يدعو في صلاته عسى
أن يجيره رب البشر..
يرزقه من ما أتى خيره
فكان له ما أراد و رزق
بالفرج بعد الصبر...
وكل يشاء الله بفعله
والله بما فعل قدر..
فانقلبت حياته من عسر إلى يسر
وأكل من ما يشتهي ما لذ وطاب
ولبس مما أراد الثوب البيض
والفرش الحمر على كل باب...
و أبدل الكوخ بقصر من الماس
والقارب الخشبي أصبح يختا من الناب..!!
فأصبح هو الآمر والناهي على الناس
وكان له ما يريد بدون حساب..
فأدركه الرحمن سبحانه قبل الهلاك
وبث في نفسه فأستغفر و تاب..
فإن لله ما أعطى ولله ما أخذ
إن الله هدى (و) من آمن نجى من العذاب..
إن الله أجزى المتقين مفازا
وأسكنهم حدائق وأعنابا
وأشربهم من اللذة عسلا
ومن الخمر كأسا دهاقا...
فما الدنيا سوى محطة عمل..
وللمؤمنين كسب ومعاشا
الإيمان و الأمانة فضيلة
وكل (ن) من غير ذلك كان كذابا