[محمد الطويل]

الليل نافذة على السكون ... حره
يفتح للجراح ذاكرة .. تغدو مع الأيام .. جمره
وانين لعاشقين قد كواهم الحب .. وسقاهم الغرام خمره
غريب هو أمر الحب .. كطعم البن العالق ..
في الفنجان مُره ..
يتهادى إن دنى الليل .. وتوارى خلف الغيم قمره ..
وسعى العبيد إلى المضاجع .. كل ينتظر على الوساد
قدره ..
وهو الوحيد الناسك في محراب صمته ..
كمعتوه قد سلم لليل أمره ..
يتوسل أن تأتي غائبته .. ويكتب على جبين الصمت
أني .. لازلت أنتظر .. الدره ..
**************


الليل نافذة على السكون .. وعلى الوجع
تتراءى له صورتها .. كلما إلى الوساد .. رجع
ويوقظه صوتها الدافئ .. عبر هسيس الصمت .. يقع
كدبيب النمل على الصخرة الصماء .. في ليلة ظلماء ..
لخطاويها .. سمع
تتهادى كعود الخيزرانِ .. يميلُ مع الريح .. ولا يندفع
هي في مكانها .. هو في مكانه ..
وبينهما مسافات من الزمان .. تتسع
لم يلتقيا .. والليل المسربل بينهما
أوقعهما في الغرام .. ولم يقع ..
*****************


الليل نافذة على السكون .. وعلى الريح
قلوب تلهث متعبة .. وقلوب تتمنى أن تستريح
مراجيح الزمن .. تؤرجحنا
ونحن نشعر أننا نكاد .. نطيح
ولا نطيح ..
نلملم في الليل النجوم .. نخبئها
وعلى الشراشف البيضاء .. قمر ذبيح ..
نهذب الأحلام .. نرتبها .. وننسى أنها
لا تسكن القلب الجريح ..
أواه يا ليل الغريب .. كم أنت غريب
أما كفى ياليل لهذا الغريب ..
أما آن الأوان له بأن ..
يستريح ...



بورسميث بريطانيا ...