[يزيد فاضلي]

..أحسنتَ..أحسنتَ أخي الكريم المبدع ناجي...

هو ما قلتَ وذكرتَ بالضبط عن كتاب الأبشيهي رحمه الله ( المستطرف... )،ولعلكَ لاحظتَ أني أشرتُ إيماءًا إلى ذلكَ حين قلتُ ؛ إن الكتابَ قدْ وقعَ تحتَ مِبْضع نقادٍ مُحققين كثر،وهي إشارة إلى تلكَ الأصداءِ النقدية المرصودة في في قالبِ العرض وسَمْتِ الأسلوب الذي عُرضتْ به مادة الكتاب..وقدْ تجاذبَ النقادُ المحققونَ مَدَّا وجزراً وتفاوتوا في المدح والقدْح..لهذا أشرتُ أن أوثقَ التحقيقاتِ وأقرَبَها للإنصافِ النقدي الموضوعي التي استأنستُ بها مذ كنتُ طالباً يافعاً تحقيقاتِ أستاذنا الدكتور قميحة وهوامشه الثرة التي وضعها على حواشي المتن،والتي أراها مادة نقدية ًخصبة ًقائمة بذاتِها...

لعلَّكَ تدري-أخي الكريم الأستاذ ناجي-أن أجلى سِهام النقد التي توجهتْ إلى مادة الكتاب الخصبة كانتْ ممثلة ًفي أمرين :

- الاضطراب البيِّن في ترتيب أنساق الأبواب المختلفة والتي تكادُ تغيبُ خلفَ عباب الاستطرادات المُخِلةِ بسياقاتِ تلك الأبواب...

- الإيغالُ الصُّرَاحُ في الحُوشيِّ المستهجَن من دلالاتِ الألفاظ الفظة التي يأباها الذوق الأدبي السليم..ذلك الذوق الذي حافظ على سقفه الجمالي ابنُ عبد ربه في ( العِقد الفريد ) و ( أدب الدين والدنيا ) للماوردي مثلاً..والذي كان أبو عثمان الجاحظ في ( البيان والتبيين ) قبلهما أجودَ تحليقاً على الإطلاق...

ومع عدَا هذا يبقى الكتابُ وصاحبُهُ أثراً أدبيًّا تراثيًّا نعتز بقيمته الإرثية في تاريخ الأدب الإنشائي...

شكراً-أخي-على اللفتة المعرفية النقدية..ودمتَ سالماً أخي ناجي....