الموضوع: غـفـــــله
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-04-2015, 12:09 PM
راشد السّمار راشد السّمار غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 26
افتراضي غـفـــــله

نص اخر ، اتمنى ان يتسع صدوركم له ، رسالة بسيطه علها تصل
ملاحظه / كل نص اكتبه هو من وحي خيالي



غـفـــــله


الشمس تلفح وجهي بشدة لا اكاد أقوى على فتح عيناي من شدة وهجها ، لماذا انا ممد على الارض لماذا انا في هذا الوضع المزري ؟!! راسي يكاد ينفجر ، ثقيل ثقل الهم في صدري ، نعم تذكرت !! انها المرة الخامسة على التوالي التي استيقض فيها في فناء المنزل ، لقد أرهقت نفسي سكرا ليلة البارحة ، أصبحت عربيدا بما يكفي ، ماذا انا فاعل بنفسي!! يجب ان أتوقف عن الشرب ، هكذا أمني نفسي دائماً!! ، الساعه تقترب من الواحدة والنصف ظهرا ، الاستحمام بماء ساخن نبّه كل حواسي ، يجب ان أسرع فعائشة بانتظاري ، لقد بت أتأخر كثيرا عليها ، كل ذلك بسبب ما اعاقره ، ستوبخني فجميع الطلاب مؤكد انهم غادروا المدرسة الان ، اعوامها الثمان لن تسعفها لتقاوم الجوع اكثر ، يجب ان أسرع


هاهي ذي بملابسها الزهرية ، ملائكية بابتسامتها العذبه ، جميلة كرائحة الأقحوان طبعا كأمها

عائشة: ابييييي
- اعلم اعلم يا حبيبتي لقد تأخرت كثيرا عليك اعتذر
عائشة: اكاد اموت جوعا يا ابي
- الان سأشتري لك طعام الغداء ونرجع الى البيت
عائشة: ابي لم أجدك هذا الصباح اين كنت؟ ومتى عدت؟ خفت من دونك .... لا تتركني وحيدة بمفردي ، كما انك لم تدع لي مصروفا اليوم ولم آكل شيئا لولا ان صديقتي امنه ........ تسترسل عائشة فالحديث وعيناي تتلمسان تفاصيل وجهها ..

تشبهينها تمام يا عائشة كل تفاصيلك هي ، عيناك الجميلتان ابتسامتك الاخاذة نظراتك الودودة كلها امك ، الا انك لازلتي هنا وهي قد رحلت ، هاهي السنة السادسة تنقضي ونحن الاثنان من دونها ،
اغتيل فرحُ حياتنا في صباح باهت الشمس ، رعونة طيش استهتار لا مبلاة حمق لا ادري ما اسميه ، لقد صدمها بكل قسوة بسيارته ، نزفت حتى الموت تركها وهرب ، مؤلمة هذه الذاكرة لا أودّ مواقعتها فعقلي يطيش به الدم ويغلي غضبا وحقدا وانتقاما ، مقدر لها ان تفيض روحها في ذلك اليوم ، وهو قدرها ، لكن لو انه لم يكن مسرعا لو انه كان منتبها لو انه اخذها الى المستشفى لعلها بيننا اليوم ، كل ذلك لو ولو ولو ، لن تنفع شيئا ، اعلم ان معاقرتي للخمر ليست الا مهربا لكل لذلك ، واعلم اني أعصي ربي وامقت نفسي لذلك ، لكن هي لحظات الضعف التي اخِرّ فيها مستسلما امام شيطانية افكاري السيئة ، متى تكبرين يا عائشة فقد تعبت من كل شَيْء .

هاهو الليل يرخي إسداله مرة اخرى ، مدد انا على الأريكة ، والظلال الأسود يكسو جدران المكان النافذة المفتوحة تقذف ضوء الشارع راسمة تفاصيلها على السجادة البالية ، نداءات الشيطان تصم آذاني احاول المقاومة ، بُئسٌ هو الموت ، انسلاخ من الروح ، ليس لمن رحل الى الرفيق الأعلى ، انما لمن عاشره السنين واللحظات ، وشاركه الايام والأفراح والاحزان ، بُئسٌ هو الموت كانت بيني استمد منها الصبر حين يخبو عزمي ، كانت بيني تظلني بحنانها حين تقسو علي أقداري ، كانت بيني وبيني كانت هي ، ثم رحلت الى حيث لا يرجعون ،

ابي ... اني خائفة
- نعم يا عائشة ما لذي ايقضك يا حبيبتي
عائشة: اني خائفة يا ابي لقد رأيت حلما أفزعني
- تعالي يا حبيبتي الى حضني ، رددي معي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ،
عائشة: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ... ابي ...
- نعم يا حبيبتي
عائشة: هل سيأتي يوم وترحل وتتركني كما تركتنا أمي ،
- لا يا حبيبتي لن أتركك ابدا ، امك ذهبت الى الجنة وسنلتقيها هناك
عائشة: وهل ستذهب انت الى الجنة ؟!!
- نعم يا حبيبتي ان شاء الله
عائشة: وهل يذهب الذين لا يصلون الى الجنة؟!!
- لا يا عائشة
عائشة: اذن انا اراك لا تصلي يأبي ، والجنة للمصلين هكذا أخبرتنا معلمتي .. لا اود ان تكون فالنار أريدك معي أنا وأمي فالجنة ، لأجلنا يا ابي صَلِّ حتى نكون هناك جميعا.

اقشعر بدني ، كلمات عائشة ايقضت فيني روحا غافله وندما مذنبا ، نعم اني لا اصل ، نعم انني ظالم لنفسي ، نعم اني أخوض خوضا آثما ، يمر مشهد القبر امام ناظري ، ظلمة سواد ضيق وحشة وألم ، انني اخشى كل ذلك اخشى ان احشر في لحد يخلط عظامي ببعضها ، اخشى ان اترك تحت التراب لوحدي ، لا ارى الا السواد لا احس لا بتلك المنمنمات الدقيقة حولي ، عاجز عن الحراك ضيق شديد ، تمر الايام والسنوات بطيئة ، وعظامي تتفسخ من لحمي رويدا رويدا ... يالله أجرني من عذاب القبر ووحشته وظلمته وعذابه.

- سأصلي يا حبيبتي سأصلي سنكون معا ان شاء الله
عائشة : عاهدني على ذلك يا ابي فأنا احبك كثيرا
- أعاهدك يا عائشة سأصلي ولن اترك صلاتي ابدا ،
قبلات عائشة وكلماتها أسالت دمعي من غير ان اشعر ، نامت بحضني والابتسامة الفرحة ذاتها.

راشد الحكماني

التعديل الأخير تم بواسطة راشد السّمار ; 30-04-2015 الساعة 05:40 PM
رد مع اقتباس