عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18-02-2013, 12:21 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية

حكاية شعبية
أبو البنات السبع
الجزء الثالث
قال الصيّاد :
أريد حمارا يحملني ويحمل أمتعتي
و أريد قاربا واسعا, و أريد كُسوة لبناتي
فأمر القاضي أبا ساعدة بتلبية مطالب أخيه فورا دون تأخير
حينئذ شعرالتاجر الطمَّاع بمرارة الخسران , وعاقبة الإستخفاف بالناس
ثم توجه إلى أبنائه يلومهم و يسُّبهم و يصفعهم ويلطمهم
فأمسك به الحاجب و النقباء, و أخرجوه من دار القضاء
وعندما أراد أبو النات السبع أن ينصرف, أستوقفه القاضي, وسأله :
قل لي يا بُني : ما حقيقة الشحم واللين, اللذين أحضرتهما ؟
قال الصياد : لست والله أعلم ماذا يكونان, و إنما كان ذلك من تدبير إبنتي سعدى
قال القاضي : بارك الله لك في بناتك, فإنّ البنت نعمة وهبة, وقُرَّة عين
وعرفوا فيما بعد أنّ ذلك الجريش واللبن, إنَّما يستخرجان من ثمار شجرة
باسقة تسمى شجرة جوز الهند "النارجيل"
أما الصياد وبناته فقد عادوا إلى كوخهم يحفُّ بهم الأهلُ والأصدِقاء
مباركين و مهنئين, و قد عمَّهم الفرحُ, وغَمَرَهُم السُروُر
وعلم الناس بما يضمُرَهُ أبو ساعِدة من بغض وكراهية وحسد لأخيه و بناته
فصار ممقوتا, بغيضا, يتحاشون مخالطته والتعامل معه
أمَّا هو فقال في نفسه : إنَّ هولاء الصيادين قد حَسَدوني, فهم يكرهونني
ولم يرعوى عن ظُلمه وغيّه, بل زاد عتوا ونفورا
وكان ديدنه كسر خاطر أخيه, و الحطّ من قدره, والقدح على بناته
فبعد مدة من تلك المناظرة, تدبَّرَ حيلة ماكرة, يدخل بها الحزن والغم
على أخيه وبناته السبع, وتمكنه من الإساءة اليهم, لشدّة’ حِقده عليهم
فهداه عقله السقيم الى خدعة دنيئة, وَجَدَ فيها خير وسيلة تحقق مرامه
فأستدعى أحد العيَّارين, وأختلى به, ثم قال له :
أُريدُ منكَ أن تسرق حمار أخي, ثم بِعه في إحدى القرى البعيدة
فإذا قبضت ثمنه فأتني بِهِ نقتسمه, والزم الكِتمان
في تلك اللحظة مر إبنه ساعِدة و سمع تآمُرَ أبيه مع العيَّار
و قال في نفسه : سوف أسرقُ أنا الحمار و آتي به إلى القصر
فإني إن فعلت ذلك أدخلتُ السرور على قلب أَبي , و رضي عني
ثم خرج مسرعا الى إخوته, و أعلمهم بمرامه. قائلا :
أحب أن أفاجئ أبي, فوافقوه على رايه, و أمتدحوا ذكائه و نجابته
وفي اليوم التالي ظهرا, وضع ساعِدة لثاما على وجهه و خرج يريد سرقة الحمار
ومر على مجموعة صبية من أبناء الصيادين, كانوا يلعبون في الحي
فلما رأوه عرفوه وأستوقفوه و أردوا ان يهزأو به, ويسخروا منه
لشّدةِ جَهلِه وغبائه, وما اشتهر عنه من يلادة وحمق
فقال له أحدهم, وهو يصطنع عدم معرفته : من أنت أيها الملثم ؟
قال ساعِدة وقد إنطلت عليه الحيلة : أنا رجل غريب ...
قال ولد آخر : و لماذا أنت ملثَّم هكذا ؟
قال ساعِدة : أَخشى أن تحرق الشمسُ وجهي ؟
قال الصبي الماكِر : لكنني أرى ملامح وجهك الأسود ...
عندها غضب ساعِدة و كشف اللثام عن وجهه, ورمى به أرضا
ثم صاح بالصبي : أُنظر إلى وجهي أيها الأعمى.أتراني أسودا ؟
فضحك الصبية بعد أن كشفوه, وأوقعوا به. ثم أنصرفوا
أما هو فأعاد وضع اللثام, وأخذ يتسلل كما يفعل العسس
فلما وصل إلى الكوخ, سمع بنات عمه يتحدثن ويضحكن, فخاف أن يكشِفنه
وبقي مُختبئا في الزريبة حتى دخل الليل, عندها ظهر له جِنيٌّ من أخوال سعدى
وقد تشكَّل على هيئة الحمار, وحين رآه ساعدة شعر بالرعب يملاء كيانه
وسرت قشعريرة غريبة في جسمه, وثقُل لسانه, وخارت قواه وزاع بصره
و أراد أن يصرخ فلم تخرج الكلمات من فمه, وحاول أن يهرب فلم تتحرك رجلاه
وظّل بصره معلقا على الحمار الذي كان يقترب منه رويدا رويدا ...
وفجأة فتح الحمار فمه و ...

يتبع إن شاء الله

ناجى جوهر

التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 19-02-2013 الساعة 12:13 PM سبب آخر: خطاء إملأئي
رد مع اقتباس