وصف دقيق لما يعتري تلك القرية من كآبة موحشة
والعهد بالقرى أن تكون مرتعا للعصافير ورياضا للزهور
ولكن إجتياح القحط ربوعها جعلها قبرا مريعا ينتظر الهالكين
وأمتدّ جمال الوصف ليطوّق المنزل العتيد وغرفه المتداعية
لتكتمل في أذهان المتلقين صورة الأحداث المرعبة القادمة
وقد وضع الكاتب أكثر من لغزٍ في وجه الجدّة الصارم
وحين أنتقل بنا إلى الغرفة المحرّمة أيقنّا بوجود سرٍ خفي
ربّما هو كنز مدّخر، أو قد تكون غرفة تعذيب أو ما شابه
إنّ إستثارة الفضول بهذه المقدّمة الرهيبة المرهبة
تكشف عن سيطرة الكاتب على أذهاننا في تلك اللحظات
وكأننا نشاهد فيلما سينمائيا من أفلام الرعب والهلع
ولم ينتهي الصراع النفسي إلا عندما لاح جانب أقل إعتاما
من سر الأسرار الذي أحاطته الجدّة بكل عنايتها
ولكن تظل التساؤلات قائمة:
من الرجل العجوز؟
ولم يحبس؟
أبدعت أستاذ / محمد الفاضل
فتقبّل تحيّاتي