[ناجى جوهر]

مغامرات مزعج ذاته



تاجر أضاحي


(1)

التجارة الرّابحة


إعتاد أحد أقارب مزعج ذاته أن يقترض منه مبلغا من المال كل عام
وذلك قبل عيد الأضحى بعدّة أشهر، ثم لا يلبث أن يعيد إليه المال عاجلا
فداخل الفضول قلبه خاصة وأنّه رجل أعمالٍ مغامر يهمّه تحقيق الربح السريع
فحكى له القريب عن نشاطه في شراء بضعة رؤوس من البقر والإبل، وقيامه على تربيتها
وإعدادها لتكون أضاح مستوفية الشروط الشرعية، وباح له بسر, وهو أن عملية الشراء والتسمين
لا تكلّفه ثلث قيمة البيع وأن ربحه مضمون بإذن الله، فوجدها مزعج ذاته فرصة لتعزيز دخله
وتحقيق مكاسب من نشاطٍ سهلٍ بسيط، وفي لعام التالي وفي شهر رجبٍ بالتحديد أقبل ذلك القريب
على مزعج ذاته على عادته السنويّة، إلاّ أن المزعج إمتنع عن مدّه بالمال هذه المرّة
وأشترط عليه شراكته وإشرافه المباشر على كافة العمليات من شراء وتسمين ورعاية صحية
فبيع في موعد البيع، فوافق الرجل مضطرا، وأصطحب شريكه إلى النجد حيث يكثر مربو الإبل
وفي إحدى القرى النجديّة أعجب مزعج ذاته بالسعر المطلوب منه
وأشترى البهائم والأنعام على الرغم من معارضة شريكه
فلقد كانت الإبل في منتهى الضعف وصغيرة الحجم شرود

بسبب قلة ذات يد صاحبها، وجهله بطرق تربية الماشية الحديثة
وما يترتّب عليها من عمليات فرز وإنتخاب وتلقيح وتحصينات وتطعيم ...
ومن هناك توجّها إلى رعاة البقر بعد أن أرسلا الأنعام الهزيلة إلى المدينة
وتكررت نفس عملية الشراء مع رؤوس البقر
وأوضح الشريك وجهة نظره لمموّله مزعج ذاته قائلا:
نحن نشتري بهائما سليمة قابلة للتسمين، ونكسب من بيعها
رزقا حلالا مبارك فيه إن شاء الله
فعارضه مزعج ذاته قائلا: ليست أصول التجارة هكذا
بل يجب أن نشتري حيواناتا هزيلة، فنسمنها لتصبح في حالة مقبولة
ثم نبيعها بالسعر الغالي، فنكسب أرباحا مضاعفة
وفي المزرعة كان تحسن الحيوانات بطيئا جدا، وقابليتها للتسمين
شبه معدومة، وعندما علم مزعج ذاته بالأمر قرر تنفيذ خطة تسمين
إجبارية، مستعينا بطبيبٍ بيطري لئيم

يتبع إن شاء الله