الموضوع: معنى الصداقه
عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 31-03-2013, 11:30 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...قصة ( الولد ومسامير سور الحديقة ) قصة رائعة..وذاتُ دِلالةٍ ومغزًى عميقٍ-أخي المبدع الكريم محمود المشرفي-وهي وإن كانتْ متدَاولـَة كثيراً بين الناس ومتواتِرَة،إلا أنني أخالُ أنَّ لكَ فضلَ السبق في تذكيرنا بها وبفحواها ومغزاها العميق في منتدياتنا هذه...

اسمحْ لي-سيدي الكريم-أن أعرضَ هنا تعليقاً لي عن نفس القصة،وقد كانتْ أختٌ كريمة في منتدًى كريم آخر،حبيبٌ إلى نفسي،كانتْ قد قد وظفتها في مشاركةٍ لها تحت عنوان ( ثقوبٌ لا نراها )،وكان أن علقتُ مع مَنْ علقوا عليها بهذا التعليق العفوي الذي اختزلتُ فيه ما عَنَّ لي تجاه القصة ومغزاها الذي يَدورُ في الصداقة وأحوالِها...

اسمَحْ لي-سيدي-أن أعيدَ عرْضَ تعليقي هنا،وقناعتي في ما كتبتُ يَوْمَها هيَ هيَ لم أغيِّرْها أو أحِدْ عنها،وسأبقى مؤمناً بها-كثوابتَ في فكري ومشاعري-ما بقيَ الليلُ والنهارُ بإذن الله...

كتبتُ :

(( ...طبعاً..طبعاً-أختي الكريمة سنا الفضة-فيارُبَّ كلمةٍ مسمومةٍ،يلقيها شخصٌ في روع صاحبه،ربما لا يُلقي لتبعَتِها بالاً أو انتباهاً،تزرعُ في نفسه أخدوداً من جراحٍ،لا يندملُ أبداً على كَرِّ الغداةِ ومَــرِّ العَشِيِّ..!!

وحتى لو تعاقبتِ الأعوامُ وتتابعتِ السنون-والزمنُ جزءٌ من العلاج كما يقولون-وحتى لو تلملمَ شيْءٌ من تلكَ الأخاديدِ بعودةِ المياهِ إلى مجاريها بالصفح الجميل و الإنابة للتصالح والتغافر،فإن رواسبَ عميقة من آثار تلك الكلمة،لابد وأنها ستبقى آثارُها في العقل الباطن أو اللاشعور العميق..فإن للزلزال-كما هو مقرر عند علماء الجيولوجيا- هِزة ًرئيسة ٌوأخرى ارتدادية،والثانية ترجيعٌ طبيعي لضغطِ الأولى...!!!

وقديما وصفَ شاعرٌ حكيمٌ قلوبَنا حينما تتعرض للطعنة الأولى،ثم ما نلبَثُ أن نسعى لترقيع ما أفسَده الدهرُ في ثوبِ المحبة والتوادد..قال لا فـُضَّ فوهُ :

إن القلوبَ إذا تنافرَ ودُّها ** مثلُ الزجاجةِ كسْرُها لا يُجبَرُ..!!!

أصدقاؤنا-أختي الكريمة-في دنيانا نوعان :

ــ صديقٌ حبيبٌ،يبلغُ من انصهار كِلانا في حب صاحبه،أننا نكادُ أن نرى أنفسَنا في إيهابهم..وكلانا تراه دائماً حريصاً على وقايةِ حُرمة الأخوةِ والصداقةِ من أية شوشرةٍ أو اضطرابٍ،قد يُكهربُ الجو بينه وبين صاحبه،بل إن له من الذكاء والدبلوماسية ورجاحة العقل ورزانة التصرف بحيث أنه يستبقُ بالاستدراكِ على أي انطباع معين،قد تثيره كلمة ٌموهِمَة ٌقيلتْ من هنا أو هناك،وعلى أي وضعٍ يثيرُ شيئاً من الريبة أو الشك بالمصارحة الصادقة والمكاشفة الواضحة...

ــ وصديقٌ آخر،قد تمليه علينا الظروفُ بطوْعٍ منا يُشبه الكُرْهَ أو بكُرهٍ منا يُشبهُ الطوْعَ...!!!

صديقٌ لا غبارَ عليه من جهة نيته الصادقة في صداقته لنا،ولكن حجاب الحماقة والسفه العقلي الذي يتغشى عقلـَهُ وتصرفاته ربما أتعبنا كثيراً وأذاقنا الويلاتِ والمهازل من ورائه...!!!

أحياناً، يجلس صاحبُنا معنا أو بمعية آخرين،فينطلق الكلامُ من فيهِ كالرصاص الطائش لا يَلوي على شيءٍ،وبحكم الممازحة أو التسرِّي أو التبسط،تراه يؤذي الجالسين بسَفه كلامه الأرعن الغبي الأحمق من حيث يظن أنه يمازحُ ويتبسط...!!!

ربما أطلقَ كلمة ً..أو وصفَ هيئة ً...أو أشارَ لشخص آذتْ وذبحتْ وزرعتْ أخاديدَ وأخاديدَ...!!!

إنه كـقصةِ ( الدُّبَّةِ التي قتلتْ صاحبَها... )...!!!!

ولعل هذا النوع من الأصدقاء،هو الذي عناه المتنبي-بصورةٍ أو بأخرى-في قوله الحكيم :

ومِنْ نِكَدِ الدنيا على الحُــرِّ أن يرى ** عدوًّا له ما من صداقته بُـــدُّ...!!!

بيْدَ أن ألعنَ من ذلكَ...هو ذاكَ الشخص الذي يذهبُ في تفنن التجريح والإهانة بالكلام المسموم مذهبَ القاصد المتعمد...!!!

يبدو لي-أختي-من طبائع الناس وأخلاقهم أن أؤلئكَ الذين يجدون لذة وتشفي وتشهي في كلامهم المسموم،يذبحونَ به-في لحظة غضب أو مجافاةٍ-عِشرة الصداقة والعَشم الذي بينهم وبين أصدقائهم...يبدو لي أن هؤلاء في الحقيقة مَــرضى بحالةٍ من ( النرجيسية ) المُفرطة،أو من ( الساديةِ ) التي تترتبُ عن عقدة النقص الهائلة في نفوسهم...

لأن الإنسانَ المتوازنَ...الصادقَ في حياته...الواضحَ في شؤونه وأموره...المشغول دوْماً بواجباته وإصلاح عيوب نفسه،لا أتصورُ أن نفسَه اللعوبَ ستجدُ مُتسَعاً من الوقت المشحون للوقوع في مثل هذه المثالب والمَطبات....

أبواقُ التجريح والإهانة...هم أولئكَ الذين يعيشون عجزاً وفشلاً في حياتهم،أحَالـَهم إلى البطالة الفكريةِ والأخلاقية والعلميةِ والحياتية في وقتٍ مُبكر من حياتهم،فانقلبتْ نفوسُهم إلى قطعةٍ من السواد المُرِّ،لا ترى في نجاح الآخرين وارتقائهم إلا مظنة ًلتأجيج سعير الضغائن والأمراض النفسية المختلفة.....

يجب-أختي-الالتفاتُ دائما لمسَار كلامنا وكتاباتنا...ختى ولو كنا في عز النقد والإثارة..المفروض أن لا يَصدُر عنا وعن أقلامنا إلا المقبول،حتى لا نندمَ في لحظةِ صحْو،ولات ساعة مَندم،فإن المساميرَ التي أزاحها الغلامُ في النهاية لم تشفعْ للسور آثارُ ثقوبها التي دلتْ على انغرازها في يوم من الأيام...!!!

وجوزيتِ عن هذه العِظةِ البليغة كل خيْر....
)) اهـ

وبعْدُ أخي الحبيب محمود...

ذاكَ كان تعليقي العفوي الذي أرجو أن تجدَ فيه-وباقي الأحبة-قبَسًا من فائدة..فإن أخطأتُ فمن ضعف نفسي وقلة حيلتي وإن أصبتُ فبتوفيقٍ من الله تعالى...

بوركتَ..وبورَكَ قلمُكَ...وشكرَ الله لكَ النصائحَ الغالياتِ التي ذيلتَ بها القصة،فواللهِ إني أرى أن كل واحدةٍ منها تحتاجُ إلى فصول وفصول حتى نلِمَّ بأبعادها الإنسانية والشرعية والتربوية والأخلاقية والنفسية...

ودمتَ كما تحب أن تكون دائماً...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 01-04-2013 الساعة 12:50 AM
رد مع اقتباس