[نبيل محمد]

أيها المـــــارون بين فواصل الذكـــــرى

خرجنا من رحمها، واليها سنعود ذات يوم....
كلنا راحلون .... وتبقى الأرض ..
سنغادر وتبقى الشمس التي تنير .. والقمر المضيء ، والنجوم اللامعة كأعين العشاق ..
وتبقى إرادة الله المطلقة التي ليس كمثلها شيء .. ، تحسب كـــل شيء .. وتأخذ كــل شيء
وتعطي كـــل شيء ..
تسأل ولا يحق لأحد أن يسألها .. هي قبل كـــل شيء ..
وبعد كـــــــل شيء .. كــــل شيء .. .

ويقف الراحلون غدا بصمت الخاشعين في حضرة من سبقوهم؟
أمـــا كنتم تعرفون أنهم مهاجرون وأنكم راحلون؟
قد يكون أزف الرحيل قبل أوانه وقد تتشبث الورقة بأمها الشجرة،
ولكنها ستذبل او تقطف .. لتسقط في النهاية ..
الأوراق كلــها تعرف طعم هذا الالم، ومع ذلك يظل الوجع جليسا حاضرا
في حضرة الغياب ..ويظل الامل مولودا في براعم يخلفها وترعاه حتى يشتد عوده ..
ثم تغمض عينيها مستسلمة...

أيها المارون بين فواصل الذكــــرى ..ويا أبطال حكايات جميلة كانت برفقتكم...
لن نجرؤ على نسيانـــــكم ..
ستبقون الغائبين الحاضرين ..
كل ما على هذه الارض يعلقنا بكم أكثر وأكثر...لــكن الحياة قصيرة على أن نكمل الحكاية ...
سنلتقي بكم في حياة لا تنتهي حيث لا تعب ولا شقاء بالفراق ..
هناك حيث سنكمل كتابة فصول العمر الذي خطفته يد المنون ....
وحتى نلقاكـــــم نقول : ...
الى لقــــاء...بأمان الله ...
على خطاكـــــم .... سائـــــــــــــرون