عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-02-2014, 01:46 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...إطلالة أدبية نقدية بناءة،تستعرضُ-أخي الكريم المبدع زياد-جانباً مهما من ملامح واحدةٍ من أهم الفنون الأدبية التي شغلت الناسَ قديماً وحديثاً وهي ( القصة ) و ( لغتها التي هي واسطة العقد بين فحواها والقارئ )...

أحب-أخي المبدع-أن أشير إلى مسألتيْن اثنتيْن أثرتَهما مشكوراً في سياق عرضكَ النقدي الجميل :

- مشكلة ( الفصحى والعامية ) التي صارتْ بالفعل إشكالية أدبيةً،خصوصاً في ستينيات القرن الماضي،ولنا أن نذكرَ موقف الدكتور طه حسين المتوازن بين ضرورة إخضاع العامية في لغة القصص لِمَا يجعلُها نسيجاً خلاقاً في السرد القصصي الفصيح..ذكرَ ذلكَ في سلسلة كتبه النقدية،أذكر منها ( خصام ونقد ) و ( تقليدٌ وتجديدٌ )...ومعروفٌ أن ثلة من الروائيين-في تلك الفترة-قادوا ثورة ( تجديدية ) في نسيج القصة العربية وراحوا يضعون لثورتهم علاماتٍ بارزة ً،أهمها القفز بالعامية-كونها ظاهرة موجودة ومفروضة-إلى الاحتواء الإبداعي،بما يجعلها موازية للفصحى..ويأتي على رأس هؤلاء الأستاذ يوسف السباعي والأستاذ عزيز أباظة والأستاذ عبد الرحمان الشرقاوي والأستاذ الكبير نجيب محفوظ....

- هناك في ( الحوار ) ما يُعرف بـ ( الحوار الذاتي auto-dialogue ) أو الذي يُعرفُ-اصطلاحاً-في الأداء المسرحي بـ ( المونولوج monologue )..وفيه قد يصنع الروائي القصصي عالماً ذاتيا من الحوار بين القلم والذات..يكشف به عن أصداءٍ أخرى ما ورائيةٍ،تعبر عن الجوانب الخفية في عقول شخصيات القصة الباطنية وعن مدى تفاعلها-في الحبكة وحيزيْ الزمان والمكان-مع الغايات والمرامي التي يهدف منها العمل القصصي أو الروائي....

شكراً-أخي المبدع زياد-وشكر اللهُ لمن مر هنا..والشكر موصولٌ لأخينا الكريم ناجي جوهر على ما أفاء وأفاض في وجهة نظره الخاصة بلغة الإيقاع القصصية السريعة ومَدى تكيف اللغة الفصحى-بما تتسم في بنيتها وتراكيبها النحوية والبلاغية-معها..وهي على أيٍّ وجهة نظر يتبناها كثيرون،يأتي على رأسهم الأستاذ الناقد الكبير الدكتور شوقي ضيف رحمه الله...مع العلم أن الأستاذ الروائي جمال الغيطاني حفظه الله-وكوكبة من روائيينا الآخرين-يتبنون وجهة النظر التي تقول بضرورةِ أن تكون اللغة القصصية اليومَ من التسارع في إيقاعها بحيث تنزل في حس القارئ العربي المعاصر منزلاً مهضوماً،لأن اللغة القصصية في النهاية هي صدىً طبيعي لمتغيرات التسارع التي تكتنفُ حياة الإنسان العربي هذه الأيام.....

استمتعَ وجداني الأدبي والنقدي بما قدمتَ-أخي زياد-هنا..ولكَ منا كامل التحَايَا...

واصل قدُماً...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس