عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-11-2009, 09:36 AM
عبدالله العمري عبدالله العمري غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,517
افتراضي

سالفة منديل




أبو أحمد شيخ كبير السن له من العمر ما يقارب الستون عاما يعاني من



أمراض عدة علاوةعلى كبر سنه كالسكري, والضغط, وإلتهاب المفاصل



حيث يعيش في حال مزرية من الفقر الشديد رغم أن لديه من الأبناء الكثير



لكنهم لا يعملون ولا يجلبون له سوى المشاكل التي تفصم ظهر البعير



وتجعل المرء في حالة من الإضطرابات العصبية والإنفعال والحسرة .



تبدأ القصة أو المعاناة منذ تسع سنوات عندما كان أبو أحمد يطالب الإسكان



ببيت جديد لسوء حالة بيته القديم الذي يكاد أن يكون تراثا يحتفى به بين



المباني التي عاف عليها الدهر وباتت تأوي إليها الكلاب والقطط وتمرح الفئران فيها .



بعد عام جاءت الموافقة إلى أبو أحمد من الإسكان وكان سعيدا بهذا الخبر



لإنه سيؤمن بيتا آخر يستطيع أن يستضيف فيه غير الفئران والحشرات



المؤذية لكن ...."تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" نعم ! لم تكتمل فرحة



الشيخ العاجز بل تغيرت الفرحة إلى ألم عاد بقوة من جديد ليستقر في



صدره كالحراب السمراء التي رميت من رام يصيب ولو أخطأ نعم هكذا جاء



الخبر من الإسكان بعد أيام عندما ذهب أبو أحمد ليكمل الإجراءت اللأزمة



للشروع فى البناء ليقول له من لا يعرف سوى المماطلة والتسويف , من لا



يرى سوى نفسه أنه هو وهو نفسه وكفى يقول هذا لإبو أحمد " عمي !



هنالك بعض الأمور التي طرأت لذا يجب عليك مراجعتنا بعد حين" ليومئ



أبو أحمد برأسه المملوء المثقل بالتعب بكلمة :" لا بأس سأعود ".



وتمضي الإيام والشهور وأبو أحمد يتصارع في داخله الألم مع الأمل المفقود



والحالة المزرية إلى الاسوء . وهو لا زال يترد على المكاتب ويسأل



الموظفين (أسمعت لو ناديت حيا ) والخبر لا شيء سوى الإنتظار و قيد التنفيذ و و....
__________________



أساير ..الناس كلٍ ...حسب منطوقة
واخالف اللي يخالف للعرب منطق
واعف عن اللي تهادت قبل مطروقة
بخاطرٍ لا حكى خلى ..الصخر ينطق
عبدالله العمري

رد مع اقتباس