الموضوع: فن الدرسعي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-06-2010, 11:08 PM
الصورة الرمزية خميس المويتي
خميس المويتي خميس المويتي غير متواجد حالياً
مستشار الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 553

اوسمتي

افتراضي فن الدرسعي


من كتابي ايضاح الطريقة للفنون العريقة الجزء الاول
فن الدرسعي :
وضع الشعراء من قديم الزمان أرجوزة أسموها الأرجوزة الدرسعية وتقول :

(كم صلآ أو حط له درسع بز تذنق خش في جث غض)

ويقصد بهذه الأرجوزة بأن كل حرفين متجاورين مثل (ك - م), (ص - لا) (أ - و) (ح - ط) (ل - هـ) (د - ر) (س - ع) (ب – ز) (ت – ذ) (ن – ق) (خ – ش) (ف – ي) (ج – ث) (غ – ض)، إذا ذكر أحدهما يراد به الحرف الآخر المقابل له, فمثلاً كلمة (نهك) تعني (قلم) حسب الأرجوزة فنلاحظ أن حرف النون يقابل حرف القاف وحرف اللام يقابل حرف الهاء وحرف الكاف يقابله حرف الميم.

وقد رد في ديوان الشاعر المرحوم سعيد بن عبد الله الفارسي المعروف ب(ولد وزير) تحت عنوان (الأدب الشعبي في بلد الشراع) في الصفحة رقم 315 – 316 عندما التقى بالشاعر الكبير حافظ بن محمد المسكري وابتداء المساجلة حافظ قائلاً :

بقسم على ولاد الجابري عصك::وتحيتن معمّله تعميله
واحسن نراوح عن هالسيويا بهطك::مقاتن واحد بيخلف تمليلة


نلاحظ أن الشاعر حافظ أورد كلمة (عصك) و (هطك) وهاتين الكلمتين وفق فن الدرسعي لهما معنى خاصا حيث أن (عصك) تعنى (سلام) لأنه حسب الارجوزه المذكورة سابقاً حرف العين يقابله حرف السين وحرف الصاد يقابله حروف اللام ألف وحرف الكاف يقابله حرف الميم.

أما بالنسبة لكلمة (هطك) تعني (لحم) فحرف الهاء يقابله حرف اللام وحرف الطاء يقابله حرف الحاء وحرف الكاف يقابله حرف الميم, وبهذه الطريقة استطاع الشاعر حافظ أن يختبر الشاعر سعيد فكان جوابه غير مشتمل على المعنى المطلوب حيث قال :

يا المسكري بدد علينا مبهطك::وتحيتك تجملنا تجميله
والشاهد الله كالزمرد نلقطك::لو كان سيفك بيطيح مقاتيله

فعاتبه الشاعر حافظ بقوله :

احسن لو معاوضني ب سهفمك::كان الهوى بتقابلك مقابيله
نشدو حمد كان المسيلة تنسبك::خادم مجاني بالهوى وتماثيله

نلاحظ هنا أيضاً أن الشاعر حافظ أورد كلمة (سهفمك) وتعنى (عليكم) حسب الأرجوزة، منبهاً للشاعر سعيد أنه يخاطبه بفن الدرسعي وأنه سلم عليه فلم يرد السلام, عندها أدرك الشاعر (ولد وزير) ذلك فرد عليه على نفس المنوال وقال :

مضحيتك ابسهفمك حايتبك::من خاطرن صافي بلا تزعيله
يابن راشد ثور بنظيره لشايبك::وأنا عليه اقحمله واشاشيلة

ويروى أن احد الشعراء نسي عصاه في بيت صاحبه وتعتبر عرفاً من الأمور المخجلة وعندما التقى به في الرزحة قال له :

سلاوم بقا معنا وغثانا بكــاه::مدري نسيته ولا جرمن فاعله
كل من يشوفه ينشده وساكت تراه::وده ايتوكابه وجاهل من هله

فرد عليه صاحبه
اب من سلاوف م الذي معكم نساه ::لاتمتحن ميبى مقاتن ياكله
وروف ابغريبن عندكم ربه هداه::ومسموح لك انته الذي تستعمله

وكلمة سلاوم تعني في فن الدرسعي عصاك حيث أن حرف السين يقابله حرف العين وحرف لام ألف يقابله حرف الصاد وحرف الواو يقابله حرف ألاف والميم يقابله حرف الكاف ويتكون من هذه الحروف كلمة عصاك، ونلاحظ في رد الشاعر تغيير كلمة سلاوم إلى سلاوف وذلك ليغير كلمة عصاك السابقة الشرح إلى كلمة عصاي حيث أن حرف الفاء يقابله حرف الياء حسب الأرجوزة.

ويروى كذلك بان رجل عنده ضيوف فقال لولده كيف اخبار سفخ فرد عليه ابنه بكلمة ندفز .

وكلمة سفخ تعني عيش (أرز) وكأنه يقول له هل العيش جاهز فالضيوف مستعجلين فرد عليه بان العيش قريب يجهز فكلمة (ندفز) تعني قريب حيث أن حرف النون يقابله حرف القاف وحرف الدال يقابله حرف الراء وحرف الفاء يقابله حرف الياء وحرف الزاي يقابله حرف الباء وذلك حسب ترتيب الارجوزه المتعارف عليها، وعليه نستطيع الجزم بأن هذا الفن يمكن الشاعر من إفحام خصمه إن كان غير مطلع على هذا الفن، وأيضاً بامكان الشاعر أن يتعامل بهذا الفن في حياته اليوميه بدون الحاجة إلى سبكه في أبيات شعرية فمثلاً إذا أراد أن يشاور أحداً بأمر خاص وأراد أن يكتمه عن الآخرين فإنه يخاطبه بهذا الفن كما فعل ذلك الأب مع أبنه.

رد مع اقتباس