عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-05-2015, 10:51 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي رياح التغيير الجزء الثاني




رياح التغيير


الجزء الثاني

ظهور النور


أما هي فقد وجدت لديه نبلا حقيقيا, وشهامة متأصلة
وحُسن خلقٍ يبرئ الجراح المسمومة ويخلب الأفئدة المتحجّرة
فيحيلها إلى نوابضٍ تنبض بالنور والأمل, ويجعل بحديثه الساحر من اليأس
عزيمة ومن الحزن فرحا، أمّا الهم فيصنع منه دافعا ومحفز على الإبتهاج والإنتاج
كانت الغابة العالمية الشهرة هي مأوى جميع الأحبة, عبر أثيرها تنتشر الأخبار
وتتردد أصداء التأوهات, وتتوزّعُ موجات غناء المستبشرين وأصداء نواح الثكالى
وأنات المكلومين وأشعار العشّاق وخواطر المغرمين وأدعية الصالحين وإستغفار التائبين
كانت روعة لقاؤهما فوق الوصف, جسدا من خلاله معنى السمو الأخلاقي.
فلم ينظر إليها على أنها حواء, ولم تنظر إليه على أنه آدم بل كان كل واحدٍ منهما جذلانا حفيا
بإستقبال نصفه الآخر الذي إفتقده سنينا طويلة، فتعاهدا على الوفاء, وتوافقا على توجيه
مركبة حياتهما نحو الأهداف النبيلة، وإذ لا وجود للإنس في تلك الغابة النائية آنذاك
فقد باتا يتناجيان إلى أن أشرقت الشمس ذلك الشروق السعيد الذي شتت شمل الضباب
وأجبر الظلمة على الرحيل وقطع أنفاس العاصفة فخرّت مستسلمة وأضحت نسيما عليلا
حينئذ إبتسمت السماء إبتسامة أضاءت لها جبال الفحم فصار سوادها بلون الحليب الناصع
وختمت قرب الماء أفواها حياءا, إذ لم يعد لها باعثا أو محفزا في الجوار، وتحمّست الأرض
فأبتلعت كل تلك الجداول والبقع المائية شهامة منها وسرورا بالفجر السعيد
ونزعت الأشجار إلى إحناء غصونها خضوعا وطاعة, وكفّت عن التذمر والحفيف.
وبذلك السلام الذي عمّ الكون عادت سواكن الغابة أدراجها إلى ما كانت عليه
فهاهي الطيور تغرد وتزقزق, وها هي الفراشات تلوّن الفضاء القريب بألوان
قوس قزح, غير أنّ الزهور والورود تأخر ظهورها إذ أن الأشجار ما زالت منهكة
فلم تتمكّن من ولادة ألأوراق الجديدة بعد، ومع ذلك لم يكترث العاشقان لكل تلك التحولات
بل كان أكبر همهما هو العثورعلى قاضٍ وشهود من الإنس, ليوثّق بينهما عقدا شرعيا
يبيح التلاقي الجسدي، وعندما تم عقد القران الشرعي بينهما غادرا تلك المحطّة
ورحلا على موجة سحابٍ حطّت رحالها على شاطئ الأماني
وهناك نسجا من خيوط النور خيمة تحفظ أحلامهما
وشيّدا من اللؤلؤ المنثور قصرا شاهقا
يؤويهما كلما أجتاحهما الحنين
فإذا حان المساء تدفّقت عليهما
روائح أزكى العطور من حيث لا
يحتسبان

يتبع إن شاء الله


رد مع اقتباس