الموضوع: ولازلت حلمي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-04-2014, 03:55 PM
الصورة الرمزية محمد الطويل
محمد الطويل محمد الطويل غير متواجد حالياً
عضو مجلس ادارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 2,036

اوسمتي

افتراضي ولازلت حلمي



كانت همهمات كسولة تجوب المقهى الوحيد وموسيقى هادئة كقطرات البلور تنساب بين مقعدينا .. وأنا وأنت أمل يتأرجح وسحابة خجلى من مطر ودخان .. يطوقنا الصمت كتمثالين متقابلين قد اطلقا سباق قهقهة الوقت ثم صمتا .

أنا وأنت .. هنا نذوب كقطعة حلوى بين شفتي طفل .. نشرب الحب من سوق العطش .. تمشي الحرائق حرة في داخلنا فيلكأنا الصمت عن البوح .. يحرقنا شعاع الحب ونحن لازالت أناملنا تلهو بالملعقة في الكوب البارد تاركين ذاك الضجيج يملأ قنوات الرأس برفقة كثير من الأحلام والأمنيات .

على الطاولة البعيدة المركونة في أقاصي المقهى وحيدين أنا وأنت نثرثر بالعيون .. يشق قميص الحب عتمة الأمس فتشرق الحياة في ناظرينا .. أتلهف إلى كلمة منك تسكت جوعي لنطقك .. لسماع صوتك ، وربما تتلهفين لكلمة مني تطفئ تلك الحرائق المشتعلة في صدرك وكأننا نكمل بالصمت ولادة غدِ مشرق لنا .

أخربش كالأطفال على الطاولة البعيدة بقلمي العاجي كاتباً حرف اسمك الأول وأشطبه .. أكتبه وأشطبه .. أود أن أسترعي انتباه عيناك كي تبوح شفتاك بالكلام .

هكذا خدشنا بالكلام صخب السكوت الساكن فينا .. تبعثرنا في منافي بعضنا .. وجدت في صوتك ما كان ضائع مني .. وجدتك ذاتي الغائبة وكأنها عادت من المنفى .. هناك حيث التقينا في الماضي الذي صار بعيداً لكنه لازال ساكن فينا .

واليوم .. ها أنذا في نفس المكان أعصر الذكرى فتتقاطر جراحاً ... أكتب كلماتي فتتساقط حطاما .. أرضخ للقدر منتظراً قدري .. ضائع بين الكتابة والكتابة .. مجراداً من أي حلم .. أسيرا وحيداً تحت الشمس وتحت المطر والعمر يتقدم بي في حين تتسلق ذكراكٍ قلبي كطفلة تتسلق سور حديقة عال . يشدها الشوق ويمنعها السور العالي .

مر الزمان وطوى صحائفه .. وأنا حينما أنساك أذكرك .. حينما أعصي ذاتي أعود لأخضع لها .. حينما أبكي تعود بي البسمة .. وحيداً كمعتوه ......



جزء من النص مفقود
__________________
قبل الرحيل أترك على طاولتي كثير من مسودات لم تكتمل وقلم رصاص