عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-11-2015, 09:28 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مغامرات مزعج ذاته مجلس الآباء والمعلّمين




مغامرات مزعج ذاته






مجلس الآباء والمعلمين


أستدعي مزعج ذاته للمشاركة في مجلس الآباء والمعلمين كعضو شرف
لكونه رجل أعمال بارز، فلم يجد غضاضة في تلبية الدعوة
وفي الاجتماعي التشاوري أختير رئيسا للمجلس، وقد أمل الجميع أن يقدّم
إقتراحات ومشاريعا وأفكارا تساعد في توطيد وتحسين العلاقة المتوتّرة بين
المدرسة والمجتمع، إذ لم يكن المجتمع قبل عقودٍ قد وعى أهمّية التعليم
غير من ناحية واحدة، وهي أن الذي يجيد القرأة والكتابة من الأبناء
سيحظى بوظيفة ذات مرتّب مقبول، فكان هدف معظم الناس من تعليم أبنائهم
هو حصولهم على وظائف تحقق دخلا جيدا، ولم يكن طموحهم يرقى إلى بلوغ الأبناء
درجات علمية رفيعة كأطباء ومهندسين ومحامون مطلقا، إلاّ من رحم ربي
لذلك كانوا حريصين أشد الحرص على أن يتخطّىء الأبناء العام الدراسي
بنجاح، وليس مهما أن يكون الابن متعلِّما حقا، بقدر أهمية حصوله
على شهادة النجاح حتى وإن كان لا يفرّق بين الكوع والمرفق
لذلك كانت الخلافات بين الآباء والمعلّمين على أشدّها

فالمعلمون يحاولون غرس الطموح والقدرات والكفاءات
بينما يحاول الآباء بشتى الطرق أن يحصل الأبناء على شهادة النجاح فقط
كان المجلس يضمّ بعض النابهين الذين يعون أهداف التعليم السامية
وهي تخريج المواطنين الصالحين ذوي الكفاءات العلمية الرفيعة
فكانوا يصدمون بالمتخلّفين الذين لا يهتمّون سوى بمسألة النجاح
والشهادة على حساب المستوى التحصيلي والخلقي
وكان مزعج ذاته يعي تماما إحتياج بلاده إلى الكفاءات العلمية
ولكنّه فضّل عدم مجابهة الأهالي قاصري النظر خوفا على مكانته
وفي إحدى الإجتماعات أصرّ جمع غفير من أولياء أمور الطلاّب
على مطلب واحد وهو رفع التلاميذ إلى المستوى التالي بغضّ النظر
عما يتمتّعون به من قدرات ومهارات وتحصيل حقيقي
أي إلغاء الرسوب في المرحلة الإبتدائية التي هي
أهمّ مراحل تأسيس شخصيّة المتعلّم
وكانت حجّتهم الواهية هي أن الصغار يكبرون، وكلّما كبروا في السّن
أستوعبوا ووعوا وعلموا أكثر، وهو منطق ربّى عليه الكثيرون ابناءهم
أي الغاء العقاب وعدم التوجيه وقبول سلوكيات الابن مهما كانت مشينة
والحجّة هي صغر السّن، وأنّه عندما يكبر سيتغيّر كل شيء
وهذا طبعا مخالف تمام لأصول التربية الحسنة
فكما هو معلوم فإن العلم في الصغر كالنقش على الحجر
أي ان ما تعلّمه المرء في صغره يصير طبعا وعادة
لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلّم بضرب الصبي
على ترك الصلاة
ولم يمهله حتى يشبّ

يتبع إن شاء الله




رد مع اقتباس