عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-02-2015, 10:09 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مغامرات مُزعج ذاته المغامرة الأولى





مغامرات

آخ آ أوذي نُف

مُزعج ذاته

إنه رجل على أعتاب الكهولة، لم يتزوج قط، ولا يفكر مطلقا في الزواج
حكمته في الحياة إبتعد عن الشر وغني له
إلا أنه لا يتقيد بتلك الحكمة قيد أنملة
ونحن إنما نقص بعضا من مغامراته لكيلا
يقع غيره في نفس الأخطاء مستقبلا


المغامرة الأولى

حب من طرف واحد

عندما بلغ آخ تن أي نوف مرحلة المراهقة كانت ابنة الجيران
التى تكبره بأعوام عديدة هي أول حب في حياته
وأول مرة يدق فيها قلبه إعجابا بحواء وقعت عندما خرج صباح يوم ربيعي
إلى ساحل البحر حيث يجتمع الرجال وينتظرون قدوم قوارب الصيد
فيشترون احتياجاتهم من الأسماك وغيرها ثم يرسلونها مع الصبيان إلى المنازل
وعندما قرع آخ تن أي نوف باب منزل الجيران خرجت إليه ابنتهم الشابة مها
وكانت غير محتشمة تماماً لأنها كانت وقتها لا زالت تعتبره صبيا صغيرا
ولا تزال تطلق عليه اسم اختي نن وهو تصغير آختون باللغة الشحرية
وعندما لمح بعض مفاتنها صدفة اعتراه خجل مريع أراد أن يهرب على أثره
لكن شظايا المنظر المثير تغلغلت في وجدانه سريعا رغما عن شعوره بالحياءـ
ووجد لذة لم يجدها من قبل تسري في اوصاله
وعندما لمس أصابع مها عرضا وهو يسلمها الوديعة
أحس بذبذبة شهية تسري في عروقه، فتصبب عرقا
واضطرب اضطرابا مخجلا لاحظته مها، فقالت له :
كئ هت أختي نن ؟
ما بك يا خويتن؟
ثم نظرت إليه نظرة إرتياب، إكتشفت من خلالها أن الصبي صار رجلاً
فلملمت شعث نفسها، ثمّ قالت له آمرة :
إس تهلنه جزك خر
انطلق راشدا جزاك الله خيرا
فخرج وقد تعلق قلبها بها، وتعلمون جنون حب المراهقة
فخرج جسده وبقيت روحه في قبضة الجارة الفاتنة
فهام على وجهه باحثا عن تفسير منطقي لما إعتراه من إنجذاب عاطفي نحو مها.
فوضعته يد القدر ببن يدي قريب له أكبر سنا وانضج خبرة وأوسع حيلة
فشكى إليه ما يجد، فنصحه الخبيث بفعل ما لا يليق
مستغلا نوبات الغرام ودفعات الشجن والهيام
التي تتدفق على القلب الفتي فتاجج فيه الرغبة العاصفة
والثورة المتمردة على كل قيمة ومبدأ
وظل آختن ني نف يقاوم اغرآت الخبيثين، قريبه والشيطان
ونزعات المجنونين قلبه والمراهقة،حتى فترت همته
وتقاعست ذمته وعجزت نفسه عن المقاومة.
خاصة وأن مها لم تلقي له بالا وهو الذي لا يفارق سطح المنزل
صباحاً و مساءا على أمل أن يحظى بكلمة تبرد نار جوفه
وهو الذي يسبقها إلى البئر ليغرف لها قبل الأخريات
وهو الذي يذهب ويعود بطلبات أسرتها قبل أسرته
وكم قد تشاجر مع أخته الصغرى بسبب نهبه
مقتنياتها فيهديها إلى شقيقات مها
التي لا يتجاوز رد فعلها أكثر من هذا السؤال المهين
كلما لاحظت وجوده على السطح :
كهت إد قعسزك الآه آخ تن؟
لماذا تكمن هناك؟
ثم تنصرف مقهقة
فلما ضاق صدره عن حمل السر المكتوم
نزع إلى التهور وعزم على مكاشفتها بما يتفاعل في جوفه
من صراع بين الرغبة والفضيلة، الكبت والبوح، لكنه فشل في إتمام هذه الخطوة
فاستعان بالقريب الذي لخص نصائحه في هذه العبارة:
هر شثنك تس عمرهس عك لشفق بيش
إذا رأيتها فقل لها: أريد أن اتزوجك
وعندما سمعته يقولها إنفجرت ضاحكة
وانفجر هو باكيا بعد إنصرافها
فأمره قريبه بعدم اليأس، فتكررت عروضه على مها
مع إضافات خطيرة دفعتها إلى الإغلاظ في ردها مع شىء من التوبيخ.
عند هذا الحد إنقطعت حيل المستشار، فقال مخاطبا آخ توني نوف:
ال شك عر تقر بس بتفلت
ليس أمامك خيار غير أن تهاجمها فتقبلها ثمّ تهرب
وأتفقا على تنفيذ هذه الوقاحة
في الوقت والمكان المناسبين
غير أن الفتى الولهان عدم الصبر ورغب في رؤية مها
على الصفة التي قابلته بها ضحى يوم النحس
ما لم تكن أقل تحشما، وهم بالخروج وقد مضى من الليل شطره
لعل وعسى أن يرى أو أن يسمع شيئا يخص مها، غير أن الحياء
كان لا يزال راسخا وغالبا على طبعه فلم يقدم على تلك الخطوة
متحملا آلاما نفسية تحط في قلبه لأول مرة
فتململ على فراشه مدافعا أفكارا وهواجسا
ومشاعرا متضاربة في أعماق روحه، ولم يجد النوم سبيلا
إلى عينيه تلك الليلة، حتى إذا انبجس الفجر إندفع كالليث
العابس وقد قرر قضاء حاجة قلبه من الحب والوصال وإن بطريقة غير شرعية
فتسلل حتى إذا كان تحت نافذة غرفة مها المفتوحة القى نظرة خاطفة
فشاهد الجسم الرشيق ممتدا يغطيه شرشف مخملي وردي اللون
فهم بالإنقضاض على ساحرة الألباب غير أنه سمع
إقامة الصلاة من المسجد القريب فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وتراجع مستغفرا الله العلي العظيم وهم بالانصراف
وقبل أن يغادر القى نظرة وداع فإذا بساقين بيضاوين
قد إنكشف عنهما الغطاء وظهرا كقضيبين من فضة أو مرمر
فتسمر العاشق الولهان في مكانه وقد أخذ منه الوجد كل مأخذ
وكادت نفسه تضيع عشقا عندما إنقلبت مها ونامت على بطنها
فأستعرت رغبته سعيرا أفقده رشده وقضى على قيم الخير
التي غرست في روعه منذ الرضاع، وأنهار حائط العفة
متبوعا بإنحطاط أخلاقي زين للفتى المراهقة الغدر والبغي والإنحراف
ودفعته يد شيطانية ففتح النافذة على مصراعيها ثمّ وثب بخفة اللصوص
فأصبح في سرعة البرق أمام جسد عطل عقله وروحه ليحظى به
ولم يهدر الوقت في مشاورة نفسه أو مراجعتها
بل ألقى بجسمه النحيل على ظهر الجارة الميتة
وما إن شعرت به حتى نهضت مذعورة
وقبل أن تطلق حنجرتها الذهبية صرخة إستغاثة
كان صدى الصفعة المهولة يتردد في زوايا الغرفة.
ببنما أذهلت المفاجئة آخ تن أي نُف فشل عقله المعطل
وتسمر جسمه مكانه وخرس لسانه
غير أن بعض الناس إصطفاهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا أولياءه
وعقد لهم رايات النبل والشهامة
وهذا ما قوبل به عدوان الفتى الغرير من قبل أم مها
التى إعتدى عليها سفاهة ووضاعة
فلقد وضعت يدها على فمه ثمّ قالت:
خطرت ذينه اليقر ليك. بهت بريك
سأكتم السر هذه المرة، وأنت حر
فأنكب على رأسها يقبله طالبا العفو
وبعد عدة أيام حبس نفسه خلالها في غرفته سمع صوت مها
وهي تتحدث مع أخته فخرج وقد أنسته الصفعة عشقها
وعندما لمحته عاجلته معاتبة:
أختي نن هنهت آم إذنه؟ آمي عجيت تعع رك
أين أنت أمي تريد أن ترسلك في مشوار
فقال مبتهجا: أنزين.

تمت

نلتقى مع مغامرة أخرى

إن شاء الله



ذ

التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 26-02-2015 الساعة 11:49 PM
رد مع اقتباس