الموضوع: المهرج الصغير
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 27-08-2016, 08:42 PM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
رسم السارد في بداية النص وضعية بطل يقاتل الظروف الصعبة، وضعية مضطربة ومختلة على المستوى الاجتماعي والمادي والمعنوي، وضعية مؤلمة تعطينا فكرة عن بطل صغير فرض عليه التشرد الذي يعاني من الفقر والجوع والتهميش،والاحتقار والظلم الذي لحق به من جراء موت أبيه الذي رفض الاستبداد وطالب بالحرية وجاهر بها .وهو سبب دفع إلى تشرد هذا الطفل ،سبب أخره السارد في حكيه ،فاختار أن يشخص الحالة ويضعها أمام القارئ ،وهي تقنية محفزة للقارئ كنوع من التشويق والإغراء لخلق نوع من التساؤل والتواصل بين البطل والقارئ. كما توسل السارد بحلم اليقظة ،ولتكسير رتابة السرد خلق حوارا مركزا بين البطل وأبيه وحذائه الذي لا يفارقه. فحالة البطل لم تتغير ،بحيث لم يكن فاعلا وجريئا لتغيير وضعيته نحو الأحسن، فالبطل لم يفارق الحالة البدئية التي انطلق منها. ومن هنا يكون السارد وظف خطاطة سردية تسمى في الأدب" الخطاطة الدائرية الحلزونية "
نص جميل ،كتب بلغة نقية ومختارة بعناية لتتساوق مع حالة البطل النفسية والذاتية ووضعيته الاجتماعية والاقتصادية ،نص يحمل نفحات نضالية لكن جاءت بصوت واحد ومنفرد جسده الأب في انتفاضته التلقائية ، تعبير مرفوض في ظل الاستبداد صدر عن نفس متذمرة ومستاءة ، انفجر دون رقابة عن الأب، ودون أن يخضع لتخطيط وتنسيق محكم مما جنى على نفسه وولده.
قسم السارد النص إلى مقاطع مترابطة ومتسلسلة إلا أن المقطع الثاني يمكن إدماج بعض المتواليات السردية في الفقرة الأولى من أجل الاختزال والتكثيف وخلق نفس متعدد للقارئ للتصور والتأمل والتساؤل.هكذا قرأت هذا النص الذي يحمل رسالة إنسانية بين جسد النص وروحه.
جميل ما كتبت وأبدعت أخي المبدع المتألق محمد ..
مودتي وتقديري..

الأستاذ القدير والأخ العزيز الفرحان بو عزة
شاكر حضورك البهي وقراءتك النقدية لعملي المتواضع . يسعدني ويشرفني تواجدك
باقات ياسمين لقلبك النقي
__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
رد مع اقتباس