عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-07-2014, 12:18 AM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي القرآءة الثانية (( أطلالي تصرخ قهراً)) للكاتبة أمواج..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

يسرني ويسعدني في قرآءةٍ جديدة تستغرق الواقع وتترنم بالدوافع التي خلق النص من أجله ...

لذلك يثير الحرف مُتلقيه حتى يخوضُ زمامه ويكشفُ اسباب هيامِه ...


نستقرئ نص الكاتبة الراقية الرائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى أ. أمواج...


((أطـــــــــلالي تصرخ قهراً))



تبدأها...






أحذروا البغي والتعدي



على سكون الدار الهادئ



أحذروا الظلم والجـــور



على بشر بالسكينة تحلم



فاليوم أحاطت بهم المحن



ونزعت عنهم السلامة



لحوادث الدهر الأليمة



فها هـــــــــــــــم



دخلاء طغاة



قد تملكهم الغرور



وأعتبروا أنفسهم ملوك ونجوم الكون



ولم يعلموا أن كل حال يزول



وكل نجم لابد له من أفُول



أعلموا أيها الطغاة



تمر الأيام وتشربون من الكأس



وتصبحون بين شريد وطريد



وخائف مذعــــــــــــــور



ســـكت الدهر زماناً



ثم تبكون دمــــــــــــاً



أطـــــــــلالي تصرخ قهراً



وتغوص مع الأعماق



تبحث عن سر الدمعة الحزينة والبسمة المدفونة



وتناجي رب الكون الفسيح



لتعلمــــــــــــــوا أيها الجاحدون الحاقدون



أن أفعالكم وتخريبكم هي ماتزيد شموخي وإصراري



علي المُضي قــُـــدماً



أحذروا ياقوم دعوة المظلوم



فأنها تصل إلي رب العباد دون حجاب



فأنا اليــــــــــــــــوم أتضرع إلي الله وأناجي



بأن يحمي الله بلاد العرب والإسلام



ويأتي صوتي يشق السكون



فكم من كؤؤس الهوان توالت علينا



ونحن رافعو الرأس لم نبالي

*۞إلهي ۞*
تستغيث الأرض من سقوط أمل وليد



بعد أن تسلل الضوء العنيد



مازلت أحلم قبل الرحيل



أن تعود أرض الأنبياء



وبلاد العرب السعيد



أدعو معي / آميييييييييين






سنقف على ابعاد النص بكل ما يتناسب مع موازين الاساليب الأدبية وفهمِ فحواها ، فمثل هذا النص لابد من الوقوف عليه لأسباب يكاد الجميع يستشعرها ....




بدايةً بالعنوان ....أطلالي تصرخ قهراً...

فهنا الكاتبة من شدة وقعِ الحال التي تقشعر منه الأفئدة تبين مدى تعمقه في مكنونِ الأثر الذي خلفهُ حالِ الفترة الحالية من عوزٍ وعدم مُبالاةٍ بما تمر هذه الأمة من عجزٍ غير مبرر....

لذلك تعلنها صرخةَ قلبٍ غيور على حال أمتهِ المتبعثرة في شتاتِ الآهات وتعلنها قهرا لشخوصِ تلك الطُلل التي ابقت آثارها نازفةً حتى الآن دون حِراك...


والنص بماهيته الراقية جاء بأسلوب الحماسة والنصح واستنهاض الهمم والحِكمة تنتاب السطور التي ركزت الكاتبة على بث التحذير...

كقولها...


(( أحذرواالبغي والتعدي ))
أي تنبيهاً للمخاطب ان لا يتجاوزوا الحدود على من كانت صفتهم رعيةً لرعايا مُستضعفين لا حول لهم ولا قوة...

فهنا الكاتبة همها الفرد وصلاحهِ في خِضمِ هذه الأمة من صلاحِ الراعي له ...



متضمنا النص العديد من هذه الوصايا التي يكون شارحاً لذاته ، فهذه لمحة من لمحات يكاد القلب ينفطر لمغزاها ، فمخاطبة الأمة بهذه اللهجة التي تُدمي الأجساد لتشعر بحالها وكيف آلت إليه بعد شموخها ...




والآن إشراقة اخترتها من ضمن العديد من الجماليات ...

((ســـكت الدهر زماناً))


ذكرتني بذكرى وأنا أتبحرُ في أمواجِ التاريخ ...

بعِظةِ الوزير يحيى بن خالد البرمكي : قال له بعض بنيه

وهم في السجن والقيود :" يا أبت ، بعد الأمر والنهي والنعمة صرنا إلى هذا الحال .فقال : يا بني ،دعوة مظلوم سرت بليل ونحن عنها غافلون ،ولم يغفل الله عنها " .

ثم أنشأ يقول :

رب قوم قد غدوا في نعمة زمنا والدهر ريان غدق

سكت الدهر زمانا عنهم ثم أبكاهم دما حين نطق


الله ما أجملهُ من نسق ، فكأن تلك الجملة يدور حولها كل شيء وكأنها هي الإجابة لكل شيء....


صدقاً رائعة استوقفتني كثيراً ...



وغيرها من الجماليات التي ستداركها اقلامكم الجميلة أعزائي الكرام...

فهنا متسع من البوح نستقرئ بفهمنا المبسط القليل من فحوى هذه الجزالةِ اللفظية بكل مبانيها ومعانيها...


تتوقف ها هنا الإطلالة وشكري وتقديري إلى الأخت أ. أمواج على ما اتاحت لنا من فيضِ عزفها الصادح بهذه المشاعر التي تتحراها القلوب لتجوب رحاب الكلمة وتستقي منها الحكمة...


بارك الله فيكم ...




__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس