عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 26-08-2013, 09:55 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...مرحباً بكِ-أختي الكريمة البديعة عزف ناي-بكل ما تنثريه في باحتنا الأدبية من رقائقَ وإبداعات...

هما امرأتان مبدعتان سوريتان لطالما استوقفني في نثار إبداعِهما شيءٌ غيْرُ كثير مما يستفزُّ المَلكَة والذائقة الفنية عادة ً....

الشاعرة الأديبة ناديا نصَّار..والشاعرة الروائية الأديبة غادة السمان...

ولعلَّ الموازنة التلقائية التي جمعتْ بينهما في حِسِّي-من أيام ما كنتُ طالباً-وتأكدتْ لي مع الأيام تأتتْ من كونِهما-على تباعدِ الفجوة الظرفية بينهما-يَصدران في شعرهما المنثور من مشكاةِ ( الثورة ) والعنفوان الشعري القائم على التمرد الخلاَّق على الأوضاع الراكدة..

إنها حالة شِعرية ٌأشبَهُ ما تكونُ بدفـقِ الشلال المستمر الذي لا يكادُ يهدأ هديرُهُ في موْجةٍ حتى يتفجَّرَ في أخرى..!!

وما يَعنيني الآن أن أبدي رأيي-تبَعًا لقناعاتي التي أومن بها-في تلك ( الثورة ) وذلك العنفوان،وإنما الذي يَعنيني أن هذه الميزة في أدبياتها الغزيرة هي التي جعلتْ الشاعرة الروائية غادة السمان-وكوكبة من ترْباتِها الشاعرات-تـُبقي على الجذوةِ الإبداعية في مَلكَتِها الفنية متقدَةً على كَرِّ الأيام والليالي منذ ما يربو على خمسة عقودٍ متتالية وبوتيرةٍ لا تعرفُ التلكأ و الانكفاء و الانطفاءَ أبداً..!!


ثم شيءٌ أخر ملفِتٌ في مملكتها الإبداعية الخاصة..

إنه القدرة الفنية السريعة على التفاعل مع الأحداث والمواقف والرؤى والأفكار التي تعترضُ ملكَتـهَا الفنية الخارقة،بحيثُ لوحظ أنها لا تتركُ فرصة ًللحدث أو الموقف أو الفكرة أو الرؤية أن تستوي على سطح الواقع حتى تحتويه بحاستها الفنيةِ الأدبية،وما يلبثُ أن يخرجَ أقصوصة ً..أو خاطرة ً..أو قصيدة منثورة..بلهَ ما يلبث أن يظهرَ في عملٍ متكاملٍ ضمن مجموعةٍ متكاملة..!!

إن كثيراً من الأدباء المعاصرين الكبار ( شعراءَ كانوا أو كُتاباً ) يحتاجون-رغم تجربتهم الأدبية الطويلة-إلى فترةِ استرخاءٍ نفسي وعقلي ووجداني،قد تطول أو تقصر حتى يتجمَّعَ عنصرُ المعايشةِ في موهبتهم،فيتفاعلوا ويكتبوا..أما الأديبة غادة السمان فإن سِرَّ تلك ( الثورة ) الشاعرية-التي وسمْتِها أنتِ بـ ( الصخب )-يختزلُ لها المسافة بين الوجدان والقلم بأقل المغارم والتكاليف..!!!

ولنا أن نقفَ عند معظم أعمالها-الشعرية أو القصصية-لنلحظ هذه الميزة الفذة في موهبتها...

خذي على سبيل المثال خاطرتها الطويلة-التي طبعتْ كُتيِّبًا-( أحمل عاري إلى لندن )،فكانتْ ترجيعاً عجيباً أليماً لنكسة حزيْران العام 1967 ولَمَّا تمْضِ على النكسةِ ساعات..!!

وخذي على سبيل المثال لا الحصر مجموعتها القصصية الدراماتيكية الإيحائية الرائعة ( ليل الغرباء )..وراقبي كيفَ شخصنتْ بشكلٍ دراماتيكي شخصية ابنها الوحيد-المستشار حازم السمان حاليا-خلفَ إيهاب أحد شخصيات المجموعة القصصية الذي تسمَّى باسمه،وراحتْ تقتطفُ بها رمزياتٍ من معاناتها الخاصة ولمَّا يَمْضِ على زواجها وإنجابها والشعور بتبلد حياتها والرتابة الروتينية التي اصطدمتْ بعنفوانها...لمَّا يَمْضِ على ذلك وقتٌ أسريٌّ قصيرٌ جدا..!!!

وهكذا نجدُ أن هذه المِيزة الإبداعية الفذة تكادُ تطـَّرِدُ في كامل أعمالها...

تقديري-سيدتي البديعة عزف الناي-لهكذا انتقاءٍ إبداعيٍّ وفنيٍّ جميل،فإن أديبة ًكبيرة ًبحجم غادة السمان حَريٌّ بنا-نحن الهُواة-أن نغترفَ من محرابِ معبدها الإبداعي صَخَبًا وعنفواناً،يُغذيَان في مبدعينا الشباب ما قد يُطفئه الواقِعُ الرديئُ من إبداعٍ في مَلكَاتِهم المُرْهَقة..!!

مَتـَّعْتِنا حقًّا..ودمتِ أميرة ً لا تكِفُّ عن عزفِ النايِّ الشجِيِّ في ليلةٍ قمراءَ على ضفافِ بحيْرتنا الأدبية..ودمتِ مشفوعة ًبدعواتنا...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 26-08-2013 الساعة 10:13 PM
رد مع اقتباس