عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-07-2013, 12:59 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية الجزء الرابع



الَتوْأمَ

الجزء الرابع

فتنة الحب


لمح جارية هيفاء قادمة من بعيد وتتجه نحوه, فلما أمعن النظر في هيئتها
أذهله إعتدال قامتها, وبهاءُ طلعتها, ودخل على قلبه الشغف بها
فأرغم على أن يُكحل عينيه من قوامها الممشوق
فلما إقتربت من متجره, عصف به شذا أريجها
ودغدغ عِطرها الفوّاح وجدان حسين اللاهي
وحين أقبلت عليه, فُتِن بنصاعة بياضها. وأسرته بشاشة مُحيّاها الصبوح
وحين رنا إليها هفا قلبه شوقا إليها
وعندما التقت عيناهما صُرِع بفاتك أسهمها
وقبل أن يفتّر ثغرها عن بسمة كحب الغمام كان قد سُحر بأسالة خديها
ولما ردّت عليه السلام, كان السُعدُ قد فارقه
لأنه عرف أنّها زوجة أخيه
تمالك حسين نفسه للحظات , وقدّم لها كل ما أتت من أجله
ولما إنصرفت كان يأملُ أن تنصرف معها بواعث العشق والغرام
لكن غرامها كان قد حل بين جوانحه ... واستولى منه على كل جارحة
فأنى له أن يُشفى منه ؟!
أو أن ينسى أمرها ؟!
حاول أن يتناسى تلك اللحظات العابرة, ويعلل نفسه ويلهيها
لكن قلبه أبى الانصياع لحكم العقل, وإنجر فؤاده خلف الخيال
لذلك أغلق متجره, و خرج يهيم في ضواحي المدينة يبحث عن السلوى
يريد أن يمحو تأثير ذلك اللقاء من ذاكرته
لكن نظرتها الخاطفة تمكّنت من إختطاف لُبه
وحلاوة فمها الطائي قد سلبت عقله
وبسمتها العذبة لمست شغاف قلبه فألهبتها بعد خمود
ورُمان صدرها فتن جوارحه وأسرها
وصوتها الناعم تردد ملء مسامعه فأطربها
وقدها المهفهف المياس ماثِل أمام ناظريه وقد خلبها
وأصرّ خيال تلك المرأة على التراقص أمام عينيه
فهام على وجهه, ينشُد الفكاك من هذه البليّة التي داهمته
ساقته قدماه إلى مغارة كان يلهو داخلها في صِباه, إسلتقى على ظهره
وإسترجع الأحداث, فبكى بكاء مُرا, وأستعبر حتى رثاء له
الكهف والجبل, وأشفقت عليه الصخور الصماء
وهو في حالة من الهم والغم
مضى من النهار نصفه, وحسين لم يسلى ولم يهناء
وكيف يتهناء من كان العشق حليفه ؟ والغرام رديفه ؟
يا إلهي ... ما هذه التعاسة التي أوقعت نفسي فيها ؟
يا ريتني لم أنظر إليها ...
ليتها لـم تـأتي إلـيّ ...
يا ريتني كـنت أعمى ...
هكذا عاتب حسين نفسه ...
قضى نهاره وحيدا في المغارة, يلوم نفسه ويوبخها, ويحاول كبح زمام
قلبه عن العشق, ويلجم وجدانه عن الغرام... لكنه لم يفلح
وحين جن الظلام فرح , لأنه ظنّ ان ظلمة الليل ستُخفي صورتها
وأنّ الهدوء والسكون سيطفئان نار الوجد المُتأججة في فؤاده
حاول ان ينسى سحر عينيها, وملاحة صورتها, واكتمال خلقتها
وأمسى بليلة ليلاء. قاسى فيا الأمرين
مرارة العشق والجوى ... مرارة التصّبُر على البلوى
فلما مضى من الليل شطره, ولم يعد بعد, أرسلت أمه إلى حسن
وأطلعته على أمر أخيه, فطمأنها, وقال لها :
ليس حسين بالطائش فيرتكب حماقة, ولكنني أخاله قد إلتقى ببعض
رفاقه من الشباب, فهو يلهو معهم في مكان ما
ثم إنه بعث الخدم للبحث عنه في كل مكان, وسؤال الاهل والأصدقاء عنه
فعادوا ولم يعثروا له على أثر, ولم يُفدهم أحد عنه بخبر
عند ذلك شعر حسن بالقلق, وبدأت الوساوس تتسلل إلى قلبه

يتبع إن شاء الله

رد مع اقتباس