عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 18-12-2011, 05:56 PM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

Smile عذرا لتأخري أيها الأعزاء...

]2[
لقاء مزدحم...


وصلنا أخيرا..قفز قلبي من بين أضلعي عندما وضعت رجلي على أرض مطار جده،، ياااااه كم أنا مشتاقة لهذه النسائم التي تداعبني..أنهيت كل الإجراءات..و في صالة الاستقبال كان هناك ينتظرني وبيده باقة ورد.. أنه هناك نواف حبيبي ها أنا.. لم أجد نفسي إلا في أحضان أمي و أبي و أختي لم أشعر بكل هذه الأحضان لم أشعر بالضجيج المنبعث من تلك الصالة. كان هناك قلبي ينبض كان يبحث عني بين كل هؤلاء الناس فجأة توقف نظره اتجاهي وكأن كل شيء توقف عندها كل شيء أردت أن أنسلخ من جسدي من كل شيء يحيط بي و ألتقي به أردت أن أسمع صوته عن قرب أن أشعر بأنفاسه.. لكن كان لقائنا مزدحم بكل شيء.. تقدم بضع خطوات كان يحاول أن يخطف من الوقت شيئا علنا نلتقي، لكن توقف قبل أن يصل شعرت به لم أستطع أن أخبره بشيء فقط اكتفينا بنظرات الصاخبة بكل شوق.. خرجت من المطار و هو لازال هناك يقف يراقبني و أنا ابتعد شيئا فشيء كان يحتضن الباقة و يتمتم بكلمات شعرت بها.. في السيارة ونحن عادون للبيت كنت أفكر بدهشة مما حصل كيف عرفني ونحن لم نلتقي كيف عرفني و أنا أضع هذا اللثام على وجهي.. كيف..أنه قلبه.. قلبه الذي أدله علي..! عندما وصلت للبيت توقفت على أعتابه و أنا أتلمس كل تفاصيل تلك الجدان التي اشتقت لها و ارتميت في أحضان أمي التي اشتقت لها رحت أمحي كل تفاصيل الغربة التي اجتاحتني هناك..آآه ..أشعر بأني أتنفس بين هذه الأحضان...
-أمي اشتقت لكِ و لهذه الأحضان الدافئة اشتقت لأنفاسكِ ياااااه ما هذا الدفء و الحنان الذي يتغلغل بين أضلعي..همس هذه الكلمات في أذن أمي الحبيبة..
-يا حبيبتي أنا أكثر شوقا لكِ.. البيت نور يا طفلتي..
-ماما أنا كبرت الآن و بعد كم يوم اخذ لدكتوراه...
-يا حبيبتي حتى و أن تزوجتِ و أنجبتِ أولاد فأنت طفلتي مهما كبرتِ..
مشاعري كانت هنا مختلفة تماما في أحضان أمي و أبي.. أبي هذا الشخص الذي كان سبب في ما أنا الآن فيه هو من شجعني لأن أكمل دراسيتي و ساعدني كثيرا ..كان لقائي بأهلي لقاء جميل جدا.. لقاء افتقدته كثيرا و اشتقت له.. ذهبت لغرفتي التي لم تتغير منذ سفري للأردن.. رائحتها العطرة كل شيء اشتقت له..ها أنا ذا عدت لكِ أيتها الغرفة الهادئة.. عدت ومعي حلما يداعب وجداني..
في تلك اللحظات التي تهت فيها بعض الشيء مع ذكريات غرفتي تذكرت نواف و انتظاره هناك ياااه..خرجت مسرعة..
-أبي..أبي..
-أبو أحمد جواهر تناديك..إلا تسمعها..
-اسمعها لكني اشتقت مناداتها لي و صوتها أريد أن أتلذذ بهذا الصوت و كلمة أبي..
-أمي.. أبي.. أين أنتما..؟
-نعم يا بنتي نحن هنا...في غرفة أخيكِ أحمد..
-آها.. اشتياقكم له أكثر من شوقكم لي...!
-لا يا بنتي لكن أعتدنا أن نجلس هنا كل ليلة لبضع ساعات.. علنا نطفئ بعض من شوقنا.. نتذكره و نقلب بين الحين دفاتره.
-يا جوهرتي الغالية ماذا تريدين من أبيكِ..؟
-لدي طلب صغير أريد أن تشتري لي هاتف فقد أضعت هاتفي هناك..أن سمحت يا أبي ..
-كل هذا الضجيج من أجل هاتف.. يرخص لك كل غالي.. اعتقد أنكِ تريدين أن تهديني شيء أو تخبريني أنكِ وجدتي لي عروس..
-أبي أتريد أن تتزوج بعد أمي.. ؟اممممم أن كانت أمي موافقة فلدي لك عروس جميلة جدا.. لديها دكتوراه و تدرس في الجامعة و عمرها في الستين ما رأيك..؟
-فقط أمزح هل أبدل الغالية بأحد.. لا والله..
-هل خفت يا أبي..؟
-اتركيه يتزوج فلن يجد أحد يحتمله غيري..
بدأت ضحكاتنا تمتزج بكل هدوء مع كل زوايا المكان..كان كل شيء حولي يشعرني بالأمان و الحب...تتسارع الأيام و أنا و نواف نزداد احتراق من الشوق.. كنت دائما أريد أن أخبر أمي بالموضوع لكن شيئا ما يمنعني.. لا أدري ما هو لكنه كان يجعلني أصمت.. أخبرت أختي لأنه قريبة جدا مني... لا أذكر ما دار من نقاش بيني و بينها لكني أذكر ملامح الاستغراب التي كست وجهها.. لكن لم تمانع ذلك اليوم أن تقف بجانبي..لأخرج و ألتقي بـ نواف بل وضعنا الخطة معنا.. و فعلا جاء يوم اللقاء الذي انتظرناه كثيرا.. و أخيرا نلتقي كان لقاء جميل بالقرب من شاطئ البحر كل شيء كان هادئ إلا خفقات قلبنا..
-و أخيرا يا جوهرتي ألتقي بكِ..و أخيرا أنت معي..صدقيني لن أجعل أي شيء يمسسكِ.. أنت كل شيء كل شيء بحياتي..
-نواف أخجلتني.. أتشعر بخفقات قلبي..؟
-يا حبيبتي.. أشعر بكل خلجاتكِ.. لا تقلقِ لن نطيل المكوث هنا فقط أردت أن أراكِ و أخبركِ أنني كلمت أبي و أمي من أجل الزواج وقد وفقا على ذك.. و خلال يومين سنطرق باب بيتكم.. و نتقدم رسميا فلم أعد أحتمل بعدكِ عني أكثر...ياااااااااه متى ...متى يجمعنا سقف واحد..جوهرتي ماذا بكِ أيتها الخجولة..
-نواف لا تخجلني أكثر..
هنا تجتحنا لحظات من الصمت شيئا ما يحدث لكلينا لكننا نجهل هذه المشاعر.. فجأة و كلنا في وقت واحد.. صرخ آآه..
-ماذا بكِ حبيبتي..؟
-ما بك يا حبيبي ..؟
بصوت واحد تلتقي أحرفنا ببعض و كأنها تمتزج ببعض ..
-لا شيء غاليتي..فقط وخزه بسيطة.. ما بكِ أنتِ فقد ألمتني صرختكِ..؟
-لا أدري لكني شعرت أيضا بوخزه لا تهتم و لنعود قبل أن أتأخر.. فأنت تعلم أنني استأذنت من أهلي فقط لساعة واحده ..
شيئا ما يضج داخلنا.. شعرنا بنفس الألم و بنفس الخوف لكننا لم نبح به حتى لا نقلق بعضنا.. كانت مشاعر الشوق و للهفة تعمي كل حواسنا فلا هناك مكان لنفكر بما حدث..لم نكن نعلم ماذا هناك و خلف تلك المشاعر التي اجتاحتنا فجأة.. لم نلتفت لها بل أبحرنا في حديثنا الزخم بالشوق....في طريق العودة حدث شيء لم نتوقعه.. كان هاتف نواف يرن...و هو يحاول أن يرد.. فجئتنا سيارة مسرعة في الطريق مما أفقدنا التوازن حاول نواف أن يتعدها لكن هيهات أن نهرب من القدر..كان التصادم قوي جدا....


يتبع..>>>
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس