عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24-12-2012, 12:54 AM
الأهدل الأهدل غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 24
افتراضي

تخميس همزية الإمام الشَّافعي
شعر : الأهدل


تَصَبَّــرْ إنَّهُ نِعْمَ الدَّوَاءُ ** ولا تضْجَرْ وإنْ طَالَ البَلاءُ

ورَدِّدْ مَا يقُـولُ الأتْقِيَاءُ ** دَعِ الأيَّامَ تفْعَلُ مَـا تَشَاءُ

وطِبْ نفسًا إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ

فحُكْمُ اللهِ مُتّسِعُ الْمَجَالِ ** ورَدُّ قضائِه ِطَلَبُ الْمَحَالِ

فسَلِّمْ أيُّـهَا الرَّجُلُ المِثَالِيْ ** ولا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِيْ

فَمَـا لِحَوادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ

هِيَ الدُّنْيَا تُريْكَ الهَزْلَ جِدَّا ** وَعَـاشِقُهَا تُرِيْهِ النَّحْسَ سَعْدًا

فَطَلِّقْها وَعِشْ فِيْهَـا سَرَنْدَى ** وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْدًا

وشيْمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالْوَفَاءُ

وَصَـادِقْ ذَا الْمَكَارِمِ وَالسَّنَايَا ** وأََهْـلَ الفَضْلِ مِنْهُمْ وَالمَزَايَا

وَسِرْ فِيْ سِلْكِهِمْ وَدَعِ الْخَزَايَا ** وَإنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا

وسَرَّكَ أنْ يَكُوْنَ لَهَا غِطَاءُ

فَـلا تَظْلِمْ وَلاَ تُنْذِرْ بِحَرْبٍ ** وَسَامِحْ مَا اسْتَطَعْتَ بِغَيْرِ عَتْبٍ

وَإِنْ أَقَصَاكَ عَيْبُكَ عَنْ مُحِبٍّ ** تَسَتَّرْ بِـالسَّخَّـاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ

يُغَطِّيْهِ كَمَـا قِيْلَ السَّخَاءُ

وَكَنْ بِالْحِلْمِ مَعْرُوفـًا وَإِلاَّ ** سَتَخْسَرُ مَنْ تُحِبُّ مِنَ الأَخِلاّ

وَحَاذِرْ فِي الْمَوَاقِفِ أَنْ تَمَلاّ ** وَلاتُـرِلِلأَعَـادِي قَـطُّ ذُلاَّ

فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأَعَدَا بَـلاَءُ

وَلاَ تَصْحَبْ أَخَا جَهْلٍ وَبِيْلٍ ** فَـإِنّ الْجَهْلَ أخْطرُ مِنْ عَلِيْلٍ

وَبَـذْلاً مِـنْ كثِيْرٍ أوْ قلِيْلٍ ** وَلاَ تَـرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بخِيْلٍ

فَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمْآنِ مَاءُ

ولَـمْ تُنَلِ الْمَطَالِبُ بِالتَّمَنِّيْ ** وَلاَ هَـلْ ذَا وَذَاكَ أحَقُّ مِنِّيْ

وَلاَ جُـهْدِ الْغُلامِ أوِ الْمُسِنِّ ** وَرِزْقُـكَ لَيْسَ ينْقصُهُ التّأنِّيْ

وَلَيْسَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ الْعَنَاءُ

دَعِ الـدُّنْيَا فزِيْنَتُهَا غُـرُوْرُ ** وَأَقْدَارٌ تَسِيْرُ بِهَـا الأمُـورُ

فَيَفْنَى الْخَلْقُ أَجْمَعُ وَالْقُصُورُ ** وَلا حُـزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورُ

وَلاَ بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلاَ رَخَاءُ

إِذَا أَصْبَحْتَ فِيْ ضَنْكٍ فَظِيْعٍ ** وَجُوعٍ أَيِّ جُوعٍ أيِّ جُوعٍ

فَلاَ تَسْألْ بِذُلٍّ أوْ خُضُوعٍ ** إِذَا مَـا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ

فَأنْتَ وَمَالِكُ الدّنْيَا سَوَاءُ

فَأيْنَ الأَشْقِيَاءُ ذَوُو الدَّنَايَا ** وأيْـنَ الأتقيَاءُ مِـنَ البَرَايَا

وأيْنَ وأيْنَ كلُّهُمُ ضَحَايَـا ** وَمَـنْ نزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا

فَلاَ أرْضٌ تَقِيْهِ وَلاَ سَمَاءُ

فَيَا عَجَبًا لِمَنْ لِلْمَـالِ رَاكِنْ ** وَأَعْـجَبُ مِنْهُ جَبَّارٌ وَمَاجِنْ

أَمَا عَلِمُوا بِأَنَّ الْمَـوْتَ كَامِنْ ** وَأَرْضُ اللهِ وَاسِـعَـةٌ وَلَكِنْ

إِذَا نَزَلَ الْقَضَا ضَاقَ الْفَضَاءُ

فَـلاَ تَنْدُبْ لِمَوتِ أَخٍ وفِيٍّ ** وَلاَ طِـفْلٍ رَضِيْعٍ أوْ صَبِـيٍّ

فَهَـذَا فِعْلُ مِهْـذارٍ غَبِـيٍّ ** دَعِ الأيامَ تغْدِرُ كُـلَّ حَـيٍّ

فَمَا يُغْـنِى عَنِ الْمَوْتِ البُكَاءُ
__________________
اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه
رد مع اقتباس