عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 14-03-2012, 10:57 AM
الصورة الرمزية صمت الهنائي
صمت الهنائي صمت الهنائي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 951

اوسمتي

افتراضي

كان الوقت صيفا.... الشمس حارقة تلفح وجهها .... تحاول آن تخفي وجهها بيدها الرقيقة


تتبعثر محتويات يدها .... تنحني في محاولة يائسة ... لتلتقط أشيائها وتعيد ترتيبها .... حقيبة يد وكتب ودفتر محاضرات .... يبدو العالم مزدحما بين كفيها ..... وهناك خلفها مئات من الحكايات تنتظر من يكتبها
جمعت أغراضها وأخذت قدماها تقودها الى قاعة المحاضرة ولكن يا للهول المحاضر أنه في القاعة
ومن قوانينه لا يدخل القاعة بعدي حد ...
ماذا ستفعل الآن أنها المادة التي ستخوض امتحانها غدا ؟؟
طلبت منه السماح هذه المرة توسلت اليه فهي آخر سنة لها في الجامعة ولا تريد اعادة المادة...
ولكنه لا يرد عليها بل يذكرها بقوانينه الصارمة "لا يدخل القاعة بعد دخولي أحد"
تساقطت الدموع من وجنتيها وهي تصيح به ليس ذنبي أن تأخرت الشارع كان في زحام وكأن الناس تقاد فيه الى يوم حسابهم..
ليس ذنبي الشمس حارقة واكاد أتحمل شدة حرارتها..
ليس ذنبي أرجوك دعني أدخل
فهناك من ينتظر تخرجي من الجامعة بفارغ من صبرهم...
ولكن لا فائدة تذكر تبقى هي تلك القوانين وعليك أنت ايه المسكين تحمل نتائج تأخرك ...
مرت الساعات بطيئة عليها وهي تنتظر انتهاء الوقت
خرج المحاضر وخلفه الطلاب أسرعت الى الداخل تحاول جاهدة لو تجمع شيئا من فتات محاضرته ...
أنتهى اليوم وعادت الى البيت تحضر الى امتحان الغد
الامتحان الذي سيحدد مصيرها...
ها هي ذا تجمع أغراضها تسابق الوقت فلو تأخرت ذهب عليها قطار الامتحان...
الأم المسكينة تنادي بها "فطورك"
وهي على عجلة من امرها تسرع بها الخطوات ..
وكالعادة الشارع في زحام ولم يبقى على الامتحان الا نصف ساعة فهل يدركها الوقت أم أن الحظ سيحالفها
وتحدث لها معجزة من السماء...
وصلت الجامعة تحت حرارة الشمس وشدتها تسير
ولم يبقى الا بضع دقائق ...
تصل الى القاعة والمحاضر خلفها مباشرة
بدأ الامتحان ونبضات قلبها يتزايد بها الخفقان وكل ما جاء من أسئلة هو ما كان في محاضرة البارحة...
ورغم هذا حلت الامتحان وغادرت القاعة اول الطلاب
والمحاضر ينظر اليها متعجبا كيف هذا لم تحضر درس الامس وتحل الامتحان كاملا وبدون أخطاء...
قلت لكم ربما الحظ حالفها ولكن لا هي رأت الامتحان كاملا في حلمها ..
وكأن معجزة سماوية حدثت لها لطيبتها لشغفها في العلم ولرغبتها في التخرج من أجل ذاك الوالد الذي كسر ظهره الزمن وأصبح منحني ليس بيده فعل شيء لتلك العائلة..
تكملة القصة أتمنى ان تنال الاعجاب هكذا طرقت باب مخيلتي الفكرة
همس الهنائي
__________________



يحدثوني عن الأمل وما أدركوا
"بأني على وشك الرحيل طريقي"