عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 14-03-2012, 02:58 PM
الصورة الرمزية جمعه المخمري
جمعه المخمري جمعه المخمري غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 3,360

اوسمتي

افتراضي

اكمل القصة التالية : واترك لمخيلتك العنان

كان الوقت صيفا.... الشمس حارقة تلفح وجهها .... تحاول آن تخفي وجهها بيدها الرقيقة


تتبعثر محتويات يدها .... تنحني في محاولة يائسة ... لتلتقط أشيائها وتعيد ترتيبها .... حقيبة يد وكتب ودفتر محاضرات .... يبدو العالم مزدحما بين كفيها ..... وهناك خلفها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...

عقارب الساعة تود ان تلتهمها.. عبثا تحاول ان تدرأ فكيّ الوقت عنها.. لم يبق الا بضع دقائق
وتبدأ الحصة التدريبية على مشروع التخرج.
وكالعادة لم تستطع الفتاة اغتيال الوقت.. وأنشب انيابه العشرين دقيقة المنصرمة من الحصة.. فاتتها البداية, واخذت المقعد وجلست بعد ان انهمك الجميع بارسال نظرات الاستفهام والثرثرة الصامتة..
دق اليأس نافذتها فهو لم يتعود الدخول من الباب لانه موصد منذ كانت طفلة وتقضي معظم وقتها بتربية اخوتها وتباشر الطبخ وغسيل الملابس ومراعاة والدتها المقعدة على الفراش.. بعد ان اصابها شلل اثر حادث تصادم بالسيارة وتوفي زوجها انذاك.. وظلت عاجزة لولا ابنتها التي تكفلت بكل شيئ.
وقد اسهب اليأس في طرقه للنافذة هذه المرة فبعد غد الامتحان الذي لطالما تعول عليه الكثير..
وها قد جاء الموعد.. دقات قلبها تتسارع.. دخلت القاعة وهي تدرك انها لم تستطع مجاراة الوقت الذي كان يسابقها في تفاصيل ايامها المنصرمة.
بدأ الامتحان.. ولم تتفاجئ.. كان غامضا بالنسبة لها.. فهي تدرك انها لم تحّضر له شيئ لكثرة انشغالها باعباء المنزل..
جلست ناكسة الرأس حائرة الذهن.. وتساقطت دموعها على الاوراق حين انتحر نصف الوقت بين يديها ولم تستطع الاجابة عن الاسئلة..
ادركت حينها انها ضائعة وكأن الكون يضيق بها..
وهناك في الجهة المقابلة احداث تتوالى.. دعاء امها الذي تصعد به الملائكة نحو السماء.. يصعد بسرعة البرق ليعود مطمئنا للدموع التي بللت السرير..
وبدون ان تفهم الفتاة شيئا.. كانت تشاهد اجابات الامتحان وسط نصب عينيها.. واخذت تهم بالاجابة والحل.. بعد فراغها من الامتحان.. كانت صديقاتها بانتظارها.. كيف كان الامتحان؟ اجل. الحمدلله كل شيئ على ما يرام..
وبعد عودتها للمنزل دار حوار بينها بين والدتها.. فهمت من خلاله هذه الفتاة دعاء امها الصادق وسر المعجزة التي حصلت..
وبالفعل ظهرت النتائج وتفوقت الفتاة بامتياز.. وهذ كله بسبب برها لوالدتها واخوتها الصغار.
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة جمعه المخمري ; 14-03-2012 الساعة 03:00 PM