الموضوع: "فيت"
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17-06-2010, 01:56 AM
الصورة الرمزية سمو الكعبي
سمو الكعبي سمو الكعبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: في صومعتي
المشاركات: 90
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف الكمالي مشاهدة المشاركة
.. قُلْ لَهُمْ عُوفِيتُ..



10 : 1 صباحًًا

9 / 6 / 2010م
الأربعاء


اجْلَدْ فُدِيتَ.. وَقُلْ لَنا: عوفِيتُ
لا يَنْخُرَنَّ جِبالَ سَعْدِكَ فِيتُط


وَطَنِي.. سَمِعْتُكَ والفَضَا مَكْبُوتُ
تَبْكِي.. وَكُلُّ السَّامِعِينَ سُكُوتُ

فَرَكَضْتُ أبْحَثُ عَنْكَ.. إذْ قَعَدَ الدُّجَى
حتَّى تبادى دونَ جِسْمِيَ حُوتُ

وَطَنِي.. أبي.. وابْنِي.. وَكُلَّ عشيرَتِي
يَا خَيْرَ فَجْرٍ خانَهُ التَّوْقِيتُ ..

أبْصَرْتُ دمْعَكَ.. يَوْمَ غاصَ بِهِ السَّنا
وأنا.. على دَمْعِ الْحَبِيبِ أموتُ

فَفَتَحتُ بابَ الذِّكْرَياتِ كأنَّنِي
حَجَرٌ كَرِيمٌ ضَيْفُهُ التَّفْتِيتُ

بالأمْسِ.. (جونو) جالَ في أجوائِنا
فَكَأنَّهُ لِرَخائِها .. تابوتُ!

أسَرَ السَّما بِسَحَابِهِ.. فسرى العَمَى
فِي الأرْضِ.. حَتَّى ضَلَّ عَنْها الْقُوتُ

أغْوَى الْبِحارَ بِعَصْفِهِ فأثارَها
ضِدَّّ الْقُرى.. والْغارِقاتُ بُيوتُ!

وتلاطمت أمْوَاجُهُ فكأنما
جالوت جابه جندَه طالُوتُ!

دَفَنَ الْوَرَى بِحَياتِها.. تَحْتَ الثَّرى
ماذا ذرى لِمَمَاتِها الْعِفْرِيتُ؟(1)

قَدْ ماتَ جونو.. لا صلاةَ عليهِ.. لا!
ماتَ الْمُمِيتُ.. الْمُفْسِدُ.. الْمَمْقُوتُ

فالْحَمْدُ للَّهِ اسْتَجابَ دُعاءَنا
مَنْ لَيْسَ يُدْعَى بَعْده طاغُوتُ

وَطَنِي ابْتَسِمْ.. تسْرَحْ بِمَرآكَ المنى
فالطَّيْرُ حلَّقَ.. واسْتَفاقَ التُّوتُ!

وتَشابَكَتْ أيْدِي بَنِيكَ.. كأنَّها
بِدواكَ أعْشابَ الشِّفاءِ تبيتُ

وسَمِعْتُ هَمْسَكَ في الغَدِيرِ وقد جَرَتْ
فيهِ الحياةُ وثوْبُها ياقوتُ

ورأيْتُ وَجْهَكَ في الْهِلالِ تَكَحَّلَتْ
أنْظارُهُ.. وبدا عليْهِ الصِّيتُ

وَعَبِقْتُ رَوْحَكَ مِنْ بساتِينِ الْهَوى
فهوى عَلَيَّ مِنَ الهَوا هاروتُ!

سِحْرٌ.. عمانُ إذا انْتَشَيْتُ عبيرَها
نُفِخَ الْحُبورُ بداخِلي وحَيِيتُ

بِكْرٌ.. عَنِ الدَّانِي تَعِفُّ بِنَفْسِها
وعلى الثُّرَيَّا مَجْدُها مَنْحُوتُ!

وُلِدَتْ.. إذِ التَّاريخُ يولَدُ جَدُّهُ
لكِّنهُ سَيَمُوتُ قبْلَ تموتُ!

نَحنُ الْعُمانِيُّونَ سدٌّ دُونَها
ما فاتَهُ كَرْبٌ.. ولا سَيَفُوتُ!

فاهْدأ.. دياري لنْ يمسَّ بهاءَها
(جونو).. ألا يا مَوْطِني.. أو (فِيتُ)

إنِّي سَمِعْتُكَ.. والْفَضا الْمَكْبُوتُ
تبْكِي وَكُلُّ السَّامِعِينَ سُكُوتُ

ورأيْتُ دَمْعَكَ يومَ غاصَ بهِ السَّنا
فغرِقتُ.. حتَّى كِدْتُّ فيهِ أموتُ

وسألْتُ عنْكَ.. فقيلَ (فيتُ) أعلَّهُ
فاجْلَدْ –فُدِيتَ- وَقُل لَهُمْ: عُوفِيتُ!


الشاعر الأريب:
لله درك ليس أي شاعر يستطيع أن يصف ويصور ما قلت صور غريبة وتراكيب عجيبة فيها من الخفة أما القافية فتائية يَفْرِقُ منها الشعراء في حين لم يتهيبها ابن الكمالي .
تحياتي لك أدبية وشعرية بحجم روعة شعرك.
رد مع اقتباس