الموضوع: مغامرات نصيب
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 12-04-2016, 09:11 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي





مغامرات نصيب



(المزعج ذاته)




رحلة البحث عن زوجة

2

رقصة أم العريس


تعافى نصيب، لكنه فقد بعض الحماس
وما لبثت عافيه أن قدمت إلى منزل خالها تعود العريس وتطمئن عليه
وفي ذات الوقت تمهّد للإيقاع به مجددا، عقابا له على الغلو
واستبقت الجميع بقولها: مع الأسف يا بن خالي فرّطت في الجوهرا
من هذيك الليله ما غضّت تجوّاد وتخبّار عليك
فقالت أم نصيب: أمبا تتخبّر ولدي ما با يرجع لها، ورى ما شي حريم غيرها؟
قال نصيب: حرّمت ما تزوّج من هذي البلد بتاتا
قالت عافيه: صدقو بن خالي، الحريم لي هنا ملسونات ومتكبّرات
ما يغتضفين منشان الزوج، انتا يبغى لك وحدا حشيمه سكّوتيّه
قال الخال: هيــي هي. راحو راعات الحشمه والمواجب
قالت: آني أعرف وحدا شبهه وبنت ناس حاي شوف
فقال نصيب: أهم شي تكون مطيعه على طول
قالت: زهاول، آني أعرفها زين
وللحقيقة فهي تعلم تماما أن الفتاة وأسرتها من أكثر الناس غرورا
ومبالغة في النقد والتذمّر والعيب على خلق الله والإهتمام بأتفه الأمور
وملاحظة أدقّ التفاصيل، وإدعاء الكمال والمثاليّة، يسخرون من جميع
الناس، ويستهجنون أي شيء لا يوافق مزاجهم وهواهم.
عادت بعد يومين تزفّ البشرى إلى خالها وأسرته
ومع أن القوم قد بالغو في قيمة المهر، إلاّ أن نصيب قبل بكل أريحيّة
وسرور لما لاحظ على العروس من صمتٍ وهدوء ونعومة ورقّة
فأغترّ وأندفع مستعجلا إتمام العرس وكتب الكتاب فالزفاف
وصمّمت الوالدة على إقامة حفلٍ راقص خاص بالنساء، ومرّنت
قدميها على أداء رقصة الطبل الشعبية الشهيره المتوارثة
وحضرت الفرقة التي ستحيي الحفل
فطلبت عافيه من المايسترو سِرّاً عزف قطعٍ موسيقيّة
أجنبية طوال الليل لغرض في نفسها، وكلّما أحتجت أم نصيب
فإنّهم يعزفون الحانا محلّية لفترة وجيزة ثم يعودون للغربيّة
وحضر العروسان إلى القاعة وسط الزغاريد وصيحات البشر والسرور
وعندما لاحظت العروس ثوب حماتها التقليدي عابته، وطلبت منها أن تستبدله
فشعرت المسكينة بالإمتهان والتحقير، لكّنها صبرت وتحمّلت
بيد أن عافيه ظلّت تلفت انتباه العروس إلى ما يثيرها على عريسها وأمّه
فكانت تضجر وتتأفّف مرّه من طريقة أكل حماتها الرجعيّة
ومرّة تستهجن ضحكها، ومرّة تسخر من وقفتها الفاول كما يقولون.
وامتد التوتّر إلى أمها وأخواتها اللاتي شرعن في مضايقة أم نصيب
والعيب عليها وتهميشها، بينما كانت عافيه تبدي لها تعاطفا وتأييدا زائفين
دافعة إيّاها إلى مبادلة العروس وأمها نفس التصرّف الوقح
وبعد جولات من رقص المدعوات كان على أم العريس أن تؤدي
رقصة مع أم العروس، وكانت الأولى أقلّ عصرنة ومتابعة للمستجدّات
وحين غدت في وسط حلبة الرقص فوجئت بالفرقة الموسيقية تعزف لحنا غربيّا
سمجا لا يمّت للفنون المحلّية ولا حتى العربية بصلة، فأحرجت
ولم تتح لها رسيلتها فرصة للإختيار أو الإعتراض، وحاصرتها ببدنها الضخم
فلم تتمكّن من مجاراتها، ولم ينسجم أداؤهما، فضاقتا ذرعا كلا بالأخرى
وتوتّرت أعصابهما، وتلاسنتا أثناء الرقص الفاشل
وأستغلّت عافيه الموقف وأشعلت سخرية الحاضرات وتهكّمهن بطريقة دراميتيكيّة
إلى أن أرتفعت الضحكات، حينها انزعجت أمُّ العروس أشدّ الإنزعاج وطلبت من
رسيلتها الجلوس، فأبت أشدّ الإباء، وأصرّت على التعبير عن
فرحتها على طريقتها الخاصة، ولم يزعجها ضحك الأخريات أبدا
غير أن أم العروس أرادت أن تفرض كلمتها
فدخلتا في معركة كلامية تطوّرت لتمسي عراكا بالأيدي
وأرتفع الصراخ وشُقت الثياب وتحطّمت الكراسي، وتطايرت الصحون
والأطباق والسكاكين والملاعق والشوك في الهواء، وعمّت الفوضى
فلم يجد العريس مفرا من الدفاع عن أمّه التي تكالبت عليها الأيدي
والأسنان والقبضات اللاكمة، حينها استدعت العروس إخوتها
فانهالوا بالضرب على نصيب حتى أغمي عليه
بينما أغمي على عافيه من شدّة الضحك
يتبع إن شاء الله

المفردات الظفارية

غضّت: كفّت
تجوّاد: بكى
تخبّار: سؤال
أمبا: حسنا
ورى: لماذا
يغتضفين: تتواضع
شبهه: فاتنة
حاي شوف (شحريّة): يسرّ العين
زهاول: إطمئنّ



رد مع اقتباس