[ناجى جوهر]

مغامرات نصيب




البحث عن زوجة



شهر العسل

(1)


كان حمو نصيب على نقيض زوجته سلمى وابنائه
فهو إنسان متواضع، قنوع ذو شهامة ومروءة، لذلك فقد تكفّل بنفقات
شهر العسل، بعد أن أجبر ابنته على الإعتذار إلى حماتها، والسفر مع زوجها
ولم تُسعد هذه الأنباء عافيه، وخشيت على خطّتها التأديبية من الفشل
فسعت إلى التأثير على العروس فلم تفلح، فأضطرّت إلى التقرّب
من خالها وأسرته مجدّدا، غير أن نصيب كان قد حسم أمره وقبل الصلح
وعندما جاءت صباح ذلك اليوم وجدته يرتّب حقيبة السفر، وحينما لمحها
داخلة حاول أن يخفي الحقيبة وما حوت، غير أنها لم تتحرّج من الإسراع
في الدخول، والقول: مبروك يا بن خالي مسافرين ما شاه الله اهن؟
فأضطرب العريس وأرتبك، عندها تدخّلت أمه قائلة:
والله يا بتّي آني قلبي مقبوظ من هذي السفره
فقال الخال: يا مره خلّي العسره، واللي ربّش راد با يقع
هنا دقّت عافية ثاني مسمارٍ خراب في نعش الزيجة الجديدة فقالت:
آني بس بغيت أعرف، سلمه (على أم العروس) أيش لها
من حاجا تسافر مع العرسان؟
فأنتفضت أم نصيب وكأن عقرب قد لسعتها، وسألت في غضب:
ورى هي با سافر معاهم؟
قالت عافيه: سمعنا هيكذي الله اعلم
قالت: وراك ما خبّرتني يا نصيب؟ من ذحّين با تلعب بك بنت سلمه؟
ففغر هذا فاه من صدمة المفاجأة، ولم يحر جوابا، ونكّس رأسه في حيره
وقالت أمُّهُ في تحدّي وعناد: أمبا آني زيدِه با سير معاهم
فقال ابو صيب وهو يضرب كفا بكفّ: يا مره تعوّذي من بليس
قالت: با حد الله با سافر، سولُم ما هي أحسن منّي
وخرجت عافيه تكتم ضحكتها، وتركت أسرة خالها في نزاعٍ وجدال
وتوجّهت فورا إلى أم العروس، وكشفت لها عن نيّة مَيثَل في مرافقة
العرسان بالتواطؤ مع زوجها وابنها.
فوثبت سلمى كأنها ثور مصارعة اسباني، وأتّصلت بزوجها
وخرجت عافيه وهي تكاد تموت من الضحك
وفي تلك اللحظة قابلت والد العروس وجها لوجه، إذ كان قد وصل إلى البيت
حينما أتصلت به زوجته، فذُعرت عافيه وولّت مهرولة
بينما وقف الرجل مندهشا، وعندما دخل

يتبع إن شاء الله