عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-09-2012, 01:48 PM
الصورة الرمزية منى سيف
منى سيف منى سيف غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 56
افتراضي وَلاَتَ السَّاعَةُ سَاعَةَ مَنْدَمٍ

علق بصره متابعا مباراة فريقه المفضل . كانت مشاعره تتقلب بين كل كرِّة وفرِّة ، وكأن ما يتقاذفه اللاعبون فؤاده وليس الكرة !!
في لحظة حاسمة وهجمة مرتدة لمرمى فريق الخصم ، قام من مكانه جامعا أصابع كفيه ملوحا بها لأعلى وأسفل ، هاتفا بحماسة ضاغطا على أسنانه " هيا هيا .. جول ، جول ، جول " إلا أن قدم ابنه الصغير تعثرت بسلك التلفاز فحجب عن ناظره ما حصل !
ثارت براكين غضبه وركل ابنه على بطنه قائلا " فصلته فصل الله روحك عن جسدك "
وأسرع للسلك بيدٍ ترجف ليعرف ما فاته . إذ بصوت الجمهور وصفيره يرج المكان وظهر على الجهة اليسرى من القناة النتيجة المتقدمة للفريق. عض على أصابعه حانقا غاضبا فقد ضاعت عليه نشوة الفرح برؤية الهدف ... !
وبقي يشاهد ولسانه لا يكف سبا ودعوات على ابنه حتى انقضت المباراة والحسرة تكوي فؤاده .
أغلق التلفاز ، ونظر باتجاه ابنه الذي جمد جسده وسط الغرفة .
قام إليه وركله بخفةٍ على قعر رجله ..
" تنام مرتاحا وقد ضيعت عليَّ متعة المشاهدة "
ركله أخرى .
" قم لن أهنئك النوم مثلما لم تهنئني رؤية الهدف "
لسعته برودة رجل ابنه على أطراف أصابعه
جثى الأب على قدميه وقلَّب ابنه يتحسس أنفاسه ، فوجده فاغر الفاه شاخص البصر ساكن الأنفاس .. !!
هزه بشدة فلم يكن لهزاته أثر على جسمه النحيل ، وضع رأسه على صدره يستشعر دقات قلبه. جحظت عيناه وأطلق صرخة دوى لها المكان .. !
تذكر الركلة التي سددها على بطنه ، تذكر دعواته عليه !
ضمه إلى صدره بقوة وفاضت عيناه دمعا بلل بها شعر صغيره .. وناجاه بحرقة //


بُنَيَّ رَجْوتُكَ
تُجِيبَ نِدائي
بُنَيَّ طَلَبْتُكَ
تَسَدُّ بُكائِي
فإنَّ رَحِيلُكَ
نَبْعُ شَقائي
وإنَّ غِيابَكَ
أمَرُّ القَضَاءِ
فمَنْ لي بَعْدُكَ ؟
يُنيرُ سَمائي
وَمَنْ ذا بَعْدُكَ ؟
رَهينُ الحَشاءِ؟
بُنَيَّ دَعوتُكَ
حَقَّقْ رَجائِي
وغَرِّد بِصَوْتٌكَ
تَمْحو بَلائي
بُنَيَّ سُكوتٌكَ
وَقودُ فََنائي
بُنَيَّ رَجْوتُكَ
تُجِيبَ نِدائي
بُنَيَّ طَلَبْتُكَ
تَرِدُ رِثائي


التعديل الأخير تم بواسطة منى سيف ; 22-09-2012 الساعة 01:55 PM
رد مع اقتباس