عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 27-02-2011, 08:23 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي

وهمهم يسقيني بكأسه المتأججة حقدا
تناول فأسه وبدأ يحفر في ذاكرتي
وتتطاير نتوءات قد علقت .. من ذلك التاريخ الاسود .. فاشعل ناره
ثم جلس ينظر الي ، وهو يتناول كأسه ويبسق على تلك النتوءات
انها سخرية بلا افواه ..يضحك ألما .. وسخرية.. وهو ينظر الى ذلك الافق الممتد ..
يبكي ، يطأطئ راسه ودموعه تسكب في كأسه .. انه اختلاط مميت ..
يبدأ يتكلم :- مسكين انت يا بني .. لقد كذبوا عليك ..!!!؟؟
- انها أدلجة صارخة .. عذاب حتى الموت
- لقد صدقتهم قبلك .. لكنني عرفت بعدها .. أنها كذبة كونية
يتكلم وهو يحترق من داخله .. ولم ينتبه للناس وقد دهشوا مما سمعو ا.. وهم يهزون روؤسهم ويرددون
- لا حول ولا قوة إلا بالله ..
يصرخ عليهم :
- مساكين أنتم ، ستموتون بلهفتكم ..
- أعطوني بصيص نور
- يالكم من جبناء ..إمّعة انتم
وبصق أمامهم بكل حقارة .. واستهتار ، لم يبال بهم .. مرق بينهم وكأنه السراب .. وعيونهم تتبعه حتى اختفى عن الانظار ..
جلست بهمي وحسرتي ، أفكر فيما قاله .. أحفر في ذاكرة التاريخ علّي أجد قبصا من الحقيقة التي يحملها في داخله .. أختلطت الروائح والاتجاهات علّي .. همست .. في كفي اليمنى وأنا أنظر اليها :
- هل هذا الشيخ على حق
- ياالهي .. ماذا أفعل
صرخة مدوية أنطلقت من صدري .. أحسست بعدها بأن عروقي قد تقطعت .. داهمني الخوف .. مشيت وأنا متخفيا عن عيون البشر .. حتى لا يروا ما أحمله في رأسي من أفكار .. وحقائق .. هربت مهرولا عبر المنازل ، بساتين النخيل ،كان ليلتها القمر بدرا .. خرجت الى فضاء فسيح اصطدم بعدها نظري بتلك التلال الرملية أسرعت إليها .. ورأسي الى الارض .. خوف وحماقة .. ارتفعت على أحد تلك التلال وأنا واقف أرسم خريطة مستقبلي في تلك الليلة الملعونة أحسست بعدها بطعنات في رأسي صداع نصفي يلعقني جسلت ليلتها وأنا متحسرا على ما فات من عمري هدرا .. أمام سخافة عشتها .. ولكن الطريق في بدايته ماذا أفعل ، أسأل نفسي :
- هل تلك النتوءات هي السبب
- هل هذا الشيخ الكبير أنقذني .. من تلك الترهات العمياء
قفلت راجعا أحمل في رأسي نشيد الشيخ بمنطقيته الجبارة .. أتخذت قراري .. وبدأت أواصل طريق البحث عن الحقيقة الغائبة عن الجميع .. مرت السنوات .. وأنا أزرع في رأسي قناعاتي .. وأرسم أتجاهاتي على خطا متسارعة ..
بعدها وبسبب موقف حصل أمامي .. رجعت بذاكرتي الى حديث الشيخ .. وفهمت ما قاله .. بل وأقتنعت به .. إنها الحقيقة التي أبحث عنها صحت بدهشة وبانفعال غير طبيعي والناس تنظر إلي:
- انها هي
- صدق الشيخ ..
وأخذت بعضي .. مارقا أمام الناس وهم ينظرون.. إلي أين ؟؟ الى عالمٍ بلا أبواب ..عالم قد سبقني الشيخ الكبير إليه.