عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 20-02-2010, 11:38 PM
الصورة الرمزية محمد الطويل
محمد الطويل محمد الطويل غير متواجد حالياً
عضو مجلس ادارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 2,036

اوسمتي

افتراضي

أخي وصديقي الغالي / الشاعر / محمد البريكي ...

هنا أنا أتجرد من الأسئلة فأنت الذي انساق إليه القلم حينما كان يتردد ضائعاً بين أروقة الأوراق ، وأنت الذي أهديته إلى الصواب حينما كان على شفى السقوط في الهاوية .

محمد البريكي إن لا بد من السؤال فيبقى لي سؤال واحد ( ولا حسد ) .

ما سر ابتسامتك الدائمة رغم أنني أعلم بحجم الألم في صدرك ؟ .

كم أنت رائع وكم أنت مبدع وكم أنت متواضع وكريم في عطاءك وأينما تكون تبقى لك بصمة لا يكررها الزمن إلا مع محمد البريكي .

يسرني من هذا المنبر أن أهدي القراء ولك أيضاً جزء بسيط من قراءتي لسكون العاصفة وأتمنى أن يرتقي للقراءة الفعلية ..

الجزء الأول

ســـــكون العاصـــفه


إصدار شعري نبطي تم طبعه بمطبعة عمان ومكتبتها المحدودة .. إصدار احتوى على 105 صفحة تجلى في أربع وستون قصيدة للشاعر الجميل / محمد بن عبدالله البريكي .. صدر في عام 1999م ولأنني من متذوقي الشعر النبطي على وجه العموم وشعر محمد البريكي على وجه الخصوص أتيت بقرائتي المتواضعة لإبداع هذا الشاعر الذي يلهو بمبراة قلمه كالرسام يلهو بريشته على اللوحات فيجسد واقعاً ممزوجاً بين الخيال والواقع عبر مسير من كلمات ( ليست كالكلمات ) إذ تتقاطر كالسجنجل وعذبة كماء السيل الجاري تنثال على القلوب كما ينثال القطر على النوافذ العملاقة .

بدأ محمد البريكي إصداره بقصيدة ( الحابول ) وهي البداية القوية التي تؤكد عمق الشاعر الفكري من حيث اختياره للعناوين ومغزاها ، و ( الحابول ) هو الوسيلة أو الأداة التي يتسلق بها الرجل جذع النخل متجهاً لجني الرطب الساكن أعلى قمم النخل و ( الحابول ) هنا إشارة من الشاعر إلى الارتقاء والصعود كما أن استخدامه يحتاج لمهارة وروح المخاطرة ممن لا يملك معرفة الاستخدام ، لكن شاعرنا أصر على استخدامه رغم ارتجاف أقدامه :
" إذا صار الأمل بيدي أماني تحتضن الحابول
ورجلي ترتجف وانته النخيل وعذقها وجدك "
إذن ما يجعل شاعرنا متمسك بالحابول هي خيوط الأمنيات حتى وإن ارتجفت فرائصه ، لذا هو متوقع السقوط في أي لحظة فيطلب من الحبيب أن لا يتركه كي لا يسقط وينتهي فيبقى ذاك الحبيب وحيداً دونه ..
" أمانه لا تخليني أعاني بدورة البندول
أخاف تفوتني اللحظة واطيح وتنتظر وحدك "

ثم يعود مخاطباً الحبيب من جديد :
" أبيك أقرب من أنفاس الصحاري العاشقه الهملول
ومن حلم الفجر لي عاش دوم بطيفك ومهدك "

ثم ننتقل عبر صفحات الإصدار من هذا التسلق الجميل إلى ( المرايا ) وهي حالة انعكاس في القصيدة الثانية للوجه والقراءة الآنية لذاك الوجه فيجد فيه غربة تنعكس من مرايا وحيدة حيث يقرأ ذاته من خلالها :
" روحي غريبه في عيون المرايا
تخفي ملامح واقعي وقت مكسور "
حيث طغت على قصائد محمد ثيمة الغربة التي يخاطب من خلالها أحبابه بعد أن لا يجد في المرايا وجهه ولا نظراته سوى سماء يتراكم عليها السحاب والظلمة فلم ينفع معه الصبر حيث أصبح زائفاً ولا عمره الشتوي الذي تساقط تحت براثن الشوق وحرارته بعد أن يتحرر ذاك الشوق من قيد النسيان :
" وعمري شتا والبرد غربة منايا
وصبري عطش يورد على زايف البور
أشتاق للنسيان يســكن زوايا
قلب علــى التذكار بالحيل مجبــور "



القراءة تتعدى 200 صفحة وبالتالي أعتذر على نشر جزء بسيط جداً منها .
دمتم بخير .