عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-06-2015, 02:47 AM
محمد العربي محمد العربي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 268

اوسمتي

افتراضي الإنسان والخلود

الإنسان والخلود ..
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان خالدا .. هذه حقيقة لا ينتبه لها الكثيرون
فـ الناس تقيس عمر الإنسان بالحياة في الدنيا . ولكن هذا زعم خاطيء
الحياة في الدنيا لاتمثل إلا مرحلة بسيطة جدا من حياة الانسان
هذا الكون بشمسه وقمره ونجومه التي خلقت لتكون في خدمة الإنسان
منذ ملايين السنين .. لايمكن أن يكون عمرها أطول من عمر من خلقها الله له
وسخرها لخدمته .. ولا يمكن ان تحسب حياة الإنسان ببضع سنين أو
بعشرات السنين التي يقضيها في هذا الكون ..
وإنما تمتد بعد ذلك لتكون حياة أبدية .
إن كل من جاء إلى هذا الكون من الإنس والجن أعطاه الله سبحانه وتعالى الخلود
لافرق في ذلك بين مؤمن وكافر .. الفرق فقط .. هو أن المؤمن يخلد في الجنة
والكافر يخلد في النار .. الفرق سيكون في المكان الذي سيكون فيه هذا الخلود .
الخلود أعطاه الله تبارك وتعالى للإنسان حين نفخ فيه من روحه
ولكن حياتنا شاء لها ربنا أن تكون مراحل : موت . حياة . موت . خلود .
لكن لغفلتنا نحن نأخذ مرحلة واحدة وهي مرحلة الحياة الدنيا لنجعلها هي الحياة .
والحقيقة ان الحياة هي كما قلت . مرحلة . أو جزء صغير جدا من رحلة الحياة الأبدية .
لقد كنا أمواتا في عالم الذر ثم شاء الله تعالى أن نأتي الى هذه الحياة
ثم بعد ذلك يميتنا فنعيش حياة البرزخ ونحن أموات
ثم بعد ذلك يبعثنا ليتم الحساب الذي على أساسه تتحدد المواقف ونكون
خالدين إما في الجنة وإما في النار والعياذ بالله .
حين يتحدث الله تعالى عن الحياة إنما يقصد بذلك الحياة الخالدة في الآخرة
فالدنيا هي دار اختبار والآخرة هي الحياة الحقيقية التي لابد أن يسعى
إليها كل واحد منا .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الشريف :
(( مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ))
والموت والحياة هما لله وحده لا ينازعه أحد فيهما لقد أعطى الله سبحانه وتعالى
الإنسان من أسرار كونه ماشاء ولكنه احتفظ لنفسه بثلاثة أشياء .
الحياة . وعوامل استمرار الحياة . والموت .. فهذه الثلاث لايستطيع أحد أن يدعيها
لأن الله تبارك وتعالى هو الذي خلق وضمن لخلقه عوامل استمرار حياتهم
ثم عندما يأتي الأجل يكتب عليهم الموت فيموتون .
بداية الخلق في يد الله سبحانه وتعالى . وتلك قضيه محسومة لله.
فلا يمكن أن يوجد من يهب الحياة لأي خلق إلا الله سبحانه وتعالى .
والله تحدى البشرية كلها في هذا .. قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } الآية 73 من سورة الحج .
هنا الله تعالى تحدى البشرية بعلمائها وأساطينها وكل من له حول وقوة فيها ليخلقوا ذبابة واحدة . وقال سبحانه وتعالى وهو العليم بقصورهم وضعفهم والخطاب فيه تحدي للعلم والعلماء منذ نزل القرءان وحتى تقوم الساعة بأنهم لن يستطيعوا .
ولقد كشف الله من أسرار خلقه لبعض العلماء علم الوراثة أو الجينات .
وكان المفروض أن هذا العلم يزيدهم إيمانا بأن الله سبحانه
وضع لكل مخلوق شفرة حياته .
ولكنهم بدلا من ذلك أخذوا يستخذمون هذا العلم في محاولة تشويه خلق الله .
فتنشأ عنه ذبابة لها أجنحة في عينيها .
وهم يدعون أنهم يغيرون جنس المولود من أنثى الى ذكر
ولكنه يكون ذكرا مشوها لا يصلح لشيء .
وأن الشيطان سيغري الإنسان ليحاول العبث وتغيير خلق الله .
كإفساد لمهمة هذا الخلق في الكون .
والله تعالى يصف لنا ذلك في قوله تعالى : { وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا.} الآية رقم 119 من سورة النساء .
فكون العبث بالجينات قد جعل ذبابة لها جناح مكان عينيها فهذا لا يؤدي الى تحسين
مهمتها في الكون أو جعلها أكثر قدرة . إنما هي عملية إفساد وتشويه .

الحمد لله على نعمة الايمان والاسلام
__________________
وددت ُ لو أنني كـُــنت ُ بقربكم الان ،
نـُـمسك ُ بالقلم سوياً ونكتب ُ فوق صحاف الهوى
رسائل من فحــوى الكلمات ، ونـُـوّريثها للعشاق .
رد مع اقتباس