المعتوهة والعجوز
الجزء الثامن
قالت العجوز : إنَّ أولئك الشياطين لا يتركوننا نعمل
قال الغريب : سوف لن تسمعا لهما صوتا بعد اليوم
قالت بشارة : إنهم مجرد أطفال,فكيف ستسكتهم؟
قال الغريب : فهل تنجزان العمل خلال شهر؟
قالتا: نعم . وإذا منعت عنا هولاء المزعجين
فسوف ننجز العمل في مدة أقصر من ذلك
خرج الصديقان , أحدهما فاغرا فاه , والآخر يكيد يطير سرورا
قال الغريب : الآن يجب عليك أن تعاونني في التخلص من
إزعاج الصبية وشيطنتهم
قال الصديق : لا لا لا. أرجوك لا أريد ان يهاجموني ويجنوني
قال الغريب : لن يهاجموك بل سيعتبرونك بطلا
سأل الصديق : وكيف ذلك؟
أجاب الغريب : تعالى معي
وفي المنزل أخرج الرجل الغريب كرة قدم جميلة
فأندهش الصديق وسأل : ما هذه؟
قال الغريب : هذه كرة , وسوف ترى فعلها بعقول وقلوب الصبية
ثم خرجا إلى الشارع , وأخذ يعلّمه كيفية ركل الكرة
فتجمّع حولهما عدد من الصبية والشباب , فقال لهم الغريب :
من أراد منكم أن يشاركنا فليتفضل
فنزلوا جميعا , وأخذوا يركضون خلف الكرة أينما اتجهت
بينما وقف الرجلان يتفرجان وقد إمتلاْ الشارع
بالكبار والصغار وهم يركلون الكرة في كل مكان
ويجرون خلفها دون التقيد بأي قانون رياضي
وعندما لاحظ الغريب مدى إنسجامهم وولعهم بالكرة
طلب منهم التجمع حوله , ثم أخذ يشرح لهم كيفية
اللعب وعلمهم بعض القوانين , وطلب منهم إنشأ ملعبٍ
خارج القرية ليتمكنوا من اللعب بحرية تامة
فخرجوا عن بكرة أبيهم يخططون الملعب
وحين علم المضطهدين من الناس بما فعل الغريب وصديقه
توجهوا إليهم بالشكر والثناء
لكّن ذلك لم يعجب عم بشارة , وقرر حرمان الصبية من الكرة
وكانت تلك حماقة منه
يتبع إن شاء الله