عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-01-2012, 12:45 AM
الصورة الرمزية سليم العميري
سليم العميري سليم العميري غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 65
افتراضي حـــــرب الحــــــوادث

عند نزول المصيبة بطبيعة النفس البشرية تتألم وتتوجع (وإن العين لتدمع وان القلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب ) ، وهذا هو شان المؤمن مسلما أمره لله محتسبا أجر مصيبته مضاعفا عند الله سبحانه وتعالى لقوله َ(وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157} البقرة، إن حادث السير المؤلم الذي وقع بولاية ازكي ليلة الجمعة 20/محرم 1433هـ الموافق 16/12/2011م تُوفي على إثره 9 شبان أعمار الزهور منهم 7من
( بلدة الحبي) وإنا جميعا نشاطر أهالي الضحايا الحزن والألم في مصابهم المفجع تغمدهم الله بواسع رحمته وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ،(وإنا لله وإنا إليه راجعون) وهذه أبيات قلتها مشاركة خاصة لأهالي وأسر الضحايا ولعموم أهل بلدة الحبي التي أثبتت لحمتها ووحدتها بهذا الحدث سائلا المولى اللطف في قضائه وقدره وأن يجنب الجميع كل سوء ومكروه
.

[center]حـــــرب الحـــوادث[/cent
er]


أبو محمد/ سليم بن حمد بن محمد العميري

اللهُ أكبرُ مَن إليهِ نرجــــعُ
وإليهِ في كُلّ العَظائم نَفزعُ

واللهُ ألطفُ بالعِبَادِ جَمِيعِهم
مِمَّا يَحُل بهمْ ومِمَّا يَصْدَع

فاللهُ أرحَمُ راحِمٍ سُبْحـــــانهُ
وإليهِ كُلُّ الأمْرِ حَـتماً يَرجعُ

إنَّ النفُوسَ وَدَائعٌ مِن رَبنَا
وإذا دَعاهَا للمَعَادِ فترجـــعُ

عِبَرٌ لَو اعْتبرَ اللبيبُ حَـــياتُنا
مَا أقصَرَ الأعمَارَ يَا مَن يَـطمَعُ

في كُل غـــادِيَةٍ وَكُــــــلّ عَشيّةٍ
حَربٌ تُشنُّ تُرَى فهل مَن يَسمَعُ

حَــــربُ الحَوادِثِ كَم أبَادَت أمّةً
وَلكَمْ وَكَمْ مِنهَا بَـــريءٌ يُصْرَعُ

كَمْ يتّمت كَمْ رَمَّلت كَمْ فـــــرّقتْ
غاراتُها الشعواء فهل مَن يَرْدعُ

كِمْ مِن أبٍ فقدَ البنينَ وأُسْــــــرَةٍ
ثُـكِلَت فضاق بها الفضاءُ الأوسَعُ

تاللهِ حَــــــقاً إنــــــــهَا لمُصِيبَةٌ
مِن هَولِهَا كادَت تشيبُ الرّضعُ

كَمْ مِن بُيوتٍ أصبَحَتْ مَهجُورَةً
تَبكي على أصْـــــحَابها تتوجع

ذهَبَ الجَميعُ وقد قضوا في حَادِثٍ
وتطــــــــايَرَت أجْسَادُهم تتقطعُ
***
نباٌ عَظــــيمٌ والحَــــوَادِث جَـمَّةٌٌ
وقلوبُنا مِن هَــــــولِهَا تتصدّع

يَا أيُّهَا اللاهِي انتبهْ بتـــــعَقُلٍ
واخْشَعْ لحَادِثةٍ لأذنِك تَقــرَع

في ليلَةِ الزهـــرَاءِ ثالثُ جُمعَةِ
الشَّهر المُحرّم إخوتي فلتسمَعوا

وقعَتْ فجيعَةُ حَادِثٍ لَمْ أسْتَطِع
وصْف الوقيعَةِ فهي جِدٌ تُفجع

آهٍ لهَا في القلبِ شبَّ لَــــهيبُهَا
وتفطّرَت مِن هَولِ ذاك الأضلُع

حَصَــدَت لِسَبعةِ فِتيةٍ بـــبلادِنا
الحَـبّي اكتسَت ثوبَ السّوادِ الأربُعُ

وتَخضَّـبَت بدِمَائهم مُحـــمَرَّةً
وتناثرَت فوق الخدُودِ الأدمُعُ

خرجَت جُموعُ الناس تبكي حَسرَةً
مِن هَول أمْــــــرٍ مَاله مَن يَدفع

ذُهِلَ الجَمــــــيعُ وكلُّهم في حَيرَة
مَن في المُصِيبَةِ قلبُهُ لا يَخشعُ؟

وبَدا الجَمِيعُ مُسَـلِّمِين لرَبــــهم
مَنْ يَذكرُ المَولى ومَن يَسترجعُ

لهفي عَليهم صُفِفُوا بنعُوشِهم
في مَوكِبٍ مِنهُ القلوبُ تَقــطع

حُمِلوا إلى دَارِ المَعَادِ وَوُدِعُـوا
نَحوَ القبور وَدَاعَ مَن لا يَرجعُ

والحَبّي يَبكي شِيبُها وشبَابُها
وَرِجَالُـهَا وَنِسَاؤهَا تَتوجَـــع
***
يَا إخوتي لكمُ العَزاءُ جَمِيعَكم
إن الأسَى بَين الجَميع مُوَزع

صَبْراً جَمِيلاً إخوَتي وأحــبتي
إن الصَّبورَ قناتُهُ لا تَخــضع

والصّبرُ في آي الكتابِ ثــوابُهُ
عِندَ الرّحيم جنانُ خلدٍ تُــرفــع

رباه صبِّر أهلـــهم وذويـــــهمُ
يَا مَن له لُسْنُ الخلائق تضرع

يَا رَب فوَّضْنا إليكَ أمُــــــــورَنَا
ونفوسُنا انقادَت لحُكمِك تخضعُ

والحُـــــــكمُ حُكمُك رَبَنا وإلهَنا
فالطف بمَا تقضيهِ إنك تسْمَع

يَا رَب جَنبنا المَصَائبَ كـــلَّهَا
أنت الحليم وإن حِلمَك أوسَعُ

وأفِض عَـلينا مِن شآبيب الرِّضا
إنا عِبَادُك في رضائك نطــــمَع

وصَلاةُ رَبي مَعْ سَلامٍ عَـــاطرٍ
لمُحَمَّدِ الهَادي ومَن جَاء يتبع

مَا ثوّب الدّاعِي لكُل فــريضةٍ
أو قام في المِحْرَابِ داعٍ خاشعُ

التعديل الأخير تم بواسطة سليم العميري ; 11-01-2012 الساعة 01:09 AM
رد مع اقتباس