الآخ العزيز فهد
الأخوة القراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أود أن أتقدم لشخصك الكريم بالشكر الجزيل على طرحك لمثل هذا المقال الهام جدا
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل أولا على تأصل المعنى الحقيقي للوطنية في ذاتك
وثانيا يدل دلالة قاطعة على غيرتك الشديدة على الموروث الثقافي العماني بكل ما للكلمة من معنى
إن المتتبع لمسار الشعر والشعراء في السلطنة يجد أن كل ما ذهبت إليه حق وواقع نلحظه ونلمسه ومن وجهة نظري أرى أن الشاعر الذي يتعاطى مع الشعر الشعبي في منطقة الخليج ومجاراته في حركاته وسكناته هو بحاجة إلى فهم المعنى الحقيقي للإنتماء ....
وأنا أعجب من مثقف بارز وله صولات وجولات في شتى فنون الأدب يكون تابع ومقلد بل يتباهى ويتفاخر بذلك
وبالمقابل لوأننا نظرنا إلى الشعراء في منطقة الخليج بوجه الخصوص بل وفي الوطن العربي بشكل عام نرى أنهم لا يلتفتون إلى ما لدى الغير إلا إذا كان ذلك ضروريا جدا ومفيدا وهم بذلك يعتزون بموروثهم الحضاري والثقافي ولم نسمع لأي منهم حاول ولو على سبيل المجاملة أن يأتي بمفردة واحده من اللهجة العمانية مثلا والتي هي في الأساس نابعة من اللغة العربية الفصحى أو مجاراة أي من الشعراء العمانين في الإلقاء أو نحو ذلك كما يفعل بعض الشعراء العمانين فمثلا ترى اليمني والسوري والمصري والمغاربي والخليجي يتغنى بأصالته ويعزز دورها ومفهومها وما ذلك إلا إعتزازا بهويته وتمجيدا لتراثه
فأين الشاعر العماني من هذا ؟؟
بل وأين نحن كمقلدين للغير في كل شيء سواء الشعر النبطي أو حتى التحدث والتخاطب باللهجات الغير عمانية وكأنها الأجمل والأفضل والأروع وما علمنا أننا بفعلنا هذا نسيء لتأريخنا المجيد الأصيل الذي ولد يوم أن كان رحم الزمن عقيم عن ولادة غيره
وأنا هنا لست ضد فكرة الإستفادة ما لدى الغير ولكن أكره أن أكون إمعه وأكره أن يكون أخي تابعا ومقلدا والمؤمن يؤثر ولا يتأثر وعلى ذلك قس ما شئت
ختاما أهنئ نفسي بقراءة مقالك هذا والذي أسعدني أيما سعادة كما إنني أجدد لك الشكر والتقدير
على حسن إختيارك للمواضيع وللأفكار التي هي في الحقيقة تخدم المثقف العماني
ومنك السموحة أرجو على التقصير فهو وارد والله من وراء القصد