عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-06-2009, 06:38 PM
ذو الفقار العارضي ذو الفقار العارضي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 37
افتراضي آهٍ أيها الحزن كم نحن ...نحبك

كانت هذه الفكرة ـ أحبائي ـ تدور في خاطري منذ زمن ، كنت أحاور بها نفسي دائماً وأسألها فأعود بنفس الإجابة ونفس السؤال معاً.
فكرتي ـ يا أحبائي ـ شعراءً وشاعرات، تتلخص في السؤال التالي: (لماذا كل هذا الحزن الكثيف والمغرق في تجارب شعرئنا وشاعراتنا؟ )
... هناك في أعماقهم ذالك الوجع الغريب المليء بالغربة والتشظي والشعور الدائم بالضياع، شبحٌ يخيم
على كل التجارب وإن حمل بعضها وهجاً نورانيا ًللتفاؤل والفرح ،لكنك تجد الحزن مندساً بين جوانب
النص إنْ لم يغلب عليه، فلماذا كل هذا الحزن العميق في تجاربنا، وجعٌ يلامس كل القلوب فيشظيها
ويدميها ،حزنٌ طافحٌ حدَّ التماهي مع الذات مع الشاعر نفسه ،ربما يختلط مع الأنفاس والنبضات ويسل في مجرى الدم.
ربما يعلق الكثيرون : أنَّ ما يعانيه وطننا العربي من حروب ودمار وقتل وتشريد و...و..وغيرها هو السبب في حزننا ، ربما أيضاً صراعنا المرير مع الحياة بسبب.... وغيرها، لكن ـ يا أحبائي ـ ألا يجب أن نعالج الأمور بشيء من التفاؤل والفرح؟؟ ، ألا يجب أنْ نحلق بأجنحتنا عالياً نحو أفقٍ من الحب والأمل والسلام ؟؟ ما شدني حقيقةً أنَّ هناك تجارب شابةً حقيقية بمعنى الكلمة، ولقد لمستُ ذلك من خلال قراءتي المتواضعة لكثير من النصوص ، والحق أقول أني وقفتُ على تجارب الشعراء والشاعرات كثيراً فوجدتُ ذالك الحزن المقيم فيها.
وهناك حقيقةٌ أخرى لمستها وهي أن تجارب الأخوات الشاعرات أكثر عمقاً ـ حسب رأيي ـ من تجارب الشعراء، لمستُ في تجاربهنّ َإحساس عميق بالوحدة والفجيعة ، بفقدان الآخر أو بعدم وجوده بعدُ في نظرهن، لمستُ في عذوبة الأنثى ضمأً شديداً يبحثُ عن الرِّيْ ، وثورةً عارمةً من الإنكفاء على الذاتْ
وربما هجوماً (لبؤئياً) على الآخر ، اما تجارب الشعراء فهناك ذالك الوجع الغريب المدقع في النفس.
... لا بأس أن نحزن ونحزن كثيراً ونقول : آهٍ كم نحبك أيها الحزن ، لكني أنتظر منكم أحبائي المبدعين
ليلكاً شامياً يفوح ،و(فرصاداً) عمانياً يتفصدُّ حباً وعطاءً ، لا أريد لمارد الحزن الكبير أن يقهرنا بقبضتيه
، أعتقد بأننا نحن أدباء الغد حاملي لواء الشعر نحو المستقبل الآتي ، وأعتقد بأننا نحن من نلامس القلوب أكثر من غيرنا فدعونا نفرح ب(أنانا) الحالمة، وبأننا أبناء الأدب وثمرةً حلوةً من ثمارهْ
دمتم بخير ـ أحبائي ـ
ناصر سعيد الكلباني
رد مع اقتباس