[يزيد فاضلي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحكم السيد السوهاجى

قصيدة :مدامع عشق
للشاعر: الحكم السيد السوهاجى

متعب
أنفاسى متعبة
كل المنفين عنك
متعبين [ متعَبُون ]
ويدى
سمائى بدون غيوم
بدون ألوان و برق و رعد
بدون عينيك
وجهى ينتظر
كيما يرتمى
فى كونك الفسيح المضحك
فى وجه مخلص
فى كف حنون
متعب
إخلاصى متعب
وفائى متعب
قلبى متعب
كلى متعب
حريتى مقيدة
عشقى مخنوق
كيف أشعر أننى مستريح
و حبيبتى هناك
متعبة

مازلت أنتظر لأكون
لاعق نور عينيها
وبعضى كائن توت
يتمدد
مازلت أنتظر لأكون
وراء البحر
و من أمامه
لأكون شفاء وطهورا
بعدد أنفاسها العائدة
بكم الصبر المعبأ
فى ورداتها الصابرة
لأكون منفردا
على طاولة الحب
مقسما
مثل البلاد الجريحة
مثل قيس
ألعق القصائد
فى فمها
و أتعطر بماء أنوثتها

لأكون
ناى فى حنجرة الروح
عصفورا أرتمى
فى حضن طينها
عاشقا عائدا
كيما أتحجب
بالعرى
أدمع فى بحيراتها
أزف الفرح
فى تراتيل الجمال
و أنغام دلالها
معزوفة مفرقة
بين صناجاتها
القاتلة

لأكون
غريبا عائدا كيما
أحترق
بين سكرات الروح
مرددا
ليس الغريب غريب الوطن
الغريب غريب الحب
و السكن

...سريعاً-مبدِعَنا الكريم الجميل السيد السوهاجي-طويْتُ ببصري على عَجلٍ هذه ( الترنيمة ) المولَّهَةَ التعوبةَ بشدوها اللاعجِ الجميل..!!

وما من مندوحةٍ أبداً في أن يستبطئَ الشجوُ الجميلُ بصبْوَةِ العَجلةِ،فلم يكنْ بُدٌّ من أن أقرأها..وأتمهلُ في قراءَتها غنجاً ودلالاً مراتٍ ومراتٍ ومراتٍ...!!

وإنَّ لتعَبِ المُحبينَ-في محراب الصَّبَا-مَدًى من الولَهِ الشجيِّ..والرِّقَّةِ المنثالةِ..ما يجعلُ من مأخذِ الوجدِ في القلم العاشقِ انتشاءً..وملحمة انعتاق..!!

أو لِنَقلْ ؛ إن القلمَ العاشقَ يغدو-بين أنامل صاحبه-ناياً رخيماً يتضلعُ في الحبِّ العفيف ظمأ القلبِ،ويعيشُ مع لهيبِ ألحانِهِ صَدَى احتراق..!!

أقرأ هنا-صاحبي الجميل-وأتمَلَّى ما كتبتَ،فكأنما الكلماتُ المنثورة في خاطرتكَ شـُـعَباً من ضلوعٍ حانياتٍ،انسفحَ في صدرها حُبُّ مُراق..!!

فيَا لنبضةِ القلبِ حينما تسافرُ الأحرفُ والكلماتُ في مساربها إلى هودج الحبيبةِ،فتبحثُ-وهي المرهَقَة بالضنى التعوب-عن نور العينيْن تلعقهُ في رشفةٍ وانثيال..!!

قرأتُ فاستمتعتُ حقًّا..وتماهى في خافقي النبْضُ وأنا أرخي السمْعَ الرهيفَ لحُداءِ ( مدامِعِكَ العاشقة )...

...رائعٌ-صديقي-ما طرَّزتْهُ شاعريتُكَ المغموسةُ في شهْدِ الترميز والمجاز الجميل...

ودمتَ قلماً واعداً بيننا أيها الوافدُ البَهِيُّ...