قصيدة راقية اعجبتني فأحببت مشاركتي ذلك ....
لِمَ يا امْرَأَ القيس التجأْتَ إلى البكا = ء على حَبيبٍ غابَ عنْكَ ومَنْزلِ
والـصّاحِبَيْنِ أَمرْتَ أَنْ يقِفَا لِتَبْـ = كُـوا كـلَُّكُمْ بَيْن الدَّخولِ فحَوْمَلِ
عجباً كأنَّ غيابَ مَنْ تهوى أَجـ = لُّـ مـصيبةٍ حَلّتْ عليكَ فَأَجْمِلِ!
رَقَّ الـفـؤادُ فَلَمْ تُطِقْ بَرْحَ النَّوى = والـبَـيْـنِ بَـيْنَ تريُّثٍ وتَعَجُّلِ
والـدّهـرُ أنواعُ المصائب جَمَّةٌ = فـيـهِ تَـشُدُّ على العبادِ وتَبْتَلي
أو مـا عَـلـمْتَ بأنَّ أهونَها فِرا = قُ حـبـيـبةٍ أوْ صاحبٍ متَفضّلِ
تَـبْـكي وَدارُكَ ما تزالُ مَصونةً = وَحِـمـاكَ فـي أمْـنٍ وَلمْ يتبَدَّلِ
تـبـكـي وتدْفَعُ بالدُّموعِ سخينةً = ويْـحي وَتدْفعُ بالقصيدِ المرْسَلِ
مـاذا ستفْعلُ لو طُرِدْتَ وهُدِّمتْ = أرْكـانُ دارِكَ ثـمَّ صِرْتَ بمعزِلِ
و تَـفـتّحتْ طُرُقُ النّزوح يَشُقُّها = أَفـواجُ قـوْمِـك في رَحيلٍ مُذْهلِ
ونُـثِـرتُمُ فوق البَسيطةِ لا جئيـ = نَ عـلـى هوانٍ فوقَ ذلك مُقْبِلِ
مـاذا سـتـفْعَلُ لوُ عَلمْت بحالِنا = ذلاًّ نُـسـام وَفـتـنـةً لمْ تَنْجَلِ
مَـهْلاً ! فكيفَ إذا رأيتَ خنوعَنا = بـيْـنَ الـعدى في رعْشَةٍ وتذلُّلِ
وصُـراخُـنا ملءُ الشّعارات التي = سَـقَـطَـتْ على مُسْتكبِرٍ ومُخَذِّلِ
ومُـنـافِـقٍ جَـعَلَ البلادَ تجارةً = يَـشْـري بِها ويبيع بَيعَ الأجْهَلِ
وقَـضـيَّـةُ الإِسْـلامِ سِلْعةُ سادِرٍ = لا يـسـتـحي أو جاهلٍ لم يَعقلِ
ودمـاؤنـا دفـقُ المجازِرِ لم تزلْ = تَـجْـري وأَكْوامُ الجماجِمِ تَعْتَلي
انـظـرْ إلـى دارِ الخَليل وذلِّها = بَـيْـنَ الرّجاء وبيْنَ طول تَوَسُّلِ
مـنْ بَعْدِ عِزٍّ قَدْ مَضَى في سَاحِها = يُـطْـوَى ويُطْوَى بَعْدُ كُلُّ مؤمَّلِ
والقْدسُ ! ويحي !والأسى يجتاحُها = والـمـسجدُ الأقْصى بأسرٍ مُثْقِلِ
وديـارُ غـزةَ كـلَّ يـوم غارة = تـنـقضُّ في قَصْفٍ عَلَيْها مُثْكِلِ
لـتُـعـيد مِن ذكرى مجِازر قِبْيةٍ = أوْ دَيْـرِ يـاسـيـنٍ ولـيلٍ ألْيَلِ
تـبْـكي الأحبّةَ يوْمَ ضَجَّ رحيلُهم = قُـمْ يـا امرأَ القَيسِ التْفِتْ وتأَمَّلِ
وانـظـر أحـبَّتَنا ! فبَيْنَ مهاجرٍ = وَمُـصـرًَّعٍ ومُـمَزّقٍ ومُجَنْدَلِ
مـا بـيـن شيخ طاعنٍ في سنّهِ = وفَـتـى أَغرَّ على الأَكفَّ مُحَمَّلِ
ونـضـارةِ الطّفلِ البهيّ وَنسْوةٍ = راحـوا ضـحيّةَ مُجْرمينَ وجُهَّلِ
للشاعر د.عدنان علي رضا النحوي