عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-04-2014, 01:34 AM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي ..سلمى الجزء الرابع...


نهضت سلمى والصباح يطرق ابوابه والجميع نيام يهيمون في ظلال الأحلام يتأملون السبيل إلى النجاةِ مما وقعوا به..

غسلت وجهها بالماء وعيناها تُحلق في السماء فتحت باب المخزن وخرجت منه والمكان هادئ جدا خطوة تتبعها خطوة وكان المحيط الخارجي للمخزن محاط بسياج وعليه بوابة مزججة بالحراس ..

ماذا ستفعل سلمى لتجلب الصبغ الأبيض لابد من تجاوز البوابة وحينئذِ تبحثُ عن المراد ، اقتربت شيئا فشيئا وتراودت في ذهنها خطة تلفت انتباه الحراس وكان حارس واحدا وافقا على البوابة والآخر مستغرقا النوم ..

على أمتداد الجهتين الشرقية والغربية مسكت سلمى حجرا ورمته للجهة الشرقية لتشتت انتباه الحارس ونجحت في ذلك فأخذ متجها إلى تلك الجهة بحالة ريبٍ واستنفار ، وعدت سلمى بكل ما اوتيت من سرعة وتجاوزت السياج ..

اول مرة تخرج فيها سلمى وكأن القيد قد انكسر مؤقتاً وسمعت هدير البحر وايقنت انه قريبا منها ذهبت إلى احيث صدور الصوت بمسافة مائتي متر تقريبا وجدت المرسى يزج بالقوارب والسفن الكبيرة..

والشمس لم تشرق بعد ليبتدئ صخب العمل اخذت تفكر لعلي اجد الصبغ في إحدى القوارب أو السفن لكن البحث يتطلب جهد كبير وهي تدرك ان الزمن محدود لحين اسيقاظ الجميع ..

فأختارت اكبر سفينة في المرسى املا انها منطقا يوجد بها جميع المعدات والمستلزمات الاستهلاكية دخلت فيها والخوف ينتابها لئلا تكشف والسفينة كبيرة السطح هادئ ولكن هنالك بعضا من البحارة النائمين فأخذت إحداثيات موقعها لتركز على وجهة ما..

فرأت باب سرداب على سطحها ففتحته نزلت على السلالم ورأت مخزنا كبيرا معججا بالمعدات والأسماك المجففة وفي ناحيةٍ ما هناك وجدت برميلٍ بقعا بيضاء فأقتربت منه لتلقي نظرةً عليه إلا والصبغ الأبيض موجود فيه تنفست الصعداء بعد العثور على ضالتها ..

فأخذت قارورة فارغة فأفرغت بها بعضا من الصبغ وعادت مسرعة وخرجت من السفينة وشروق الشمس على وشك البزوغ ..

وذهبت مسرعة إلى المخزن وبالقرب من السياج ألقت القنينة من اعلاه لتلتقطه اثناء دخولها وعند اقترابها نحو البوابة رمت حجراً على الناحية الغربية من داخل السياج فسمع الحارس الصوت واتجهَ مسرعاً نحو مكان صدور الصوت ..

ودخلت سلمى مسرعة من جهة الشرق لتلقط القنينة التير رمتها بعيدا في تلك الجهة فنجحت في ذلك واتجهت مباشرة إلى المخزن والسعادة تملأُ محياها ووجدت الحال كما هو عليه الأطفال في سباتٍ عميق

طلعت الشمس وايقضت الجميع هيا يا إخوتي إنهضوا فإن وراءكم يوما طويل فأغتسل الأولاد وهيئت لهم الإفطار المتواضع كالعادة الخبز المقدد مع الماء هي الوجبة الوحيدة حتى الرجوع إلى الملجأ بعد الإنتهاء من الطعام جلسوا ينتظرون السائق وسلمى قلقة في المهمة التي سيتولاها وليد بمعية الصغير احمد..

قالت سلمى اخي احمد لا تخف من هؤلاء نحن معك ووليد سيعتني بك من قريب والخطة كالتالي وليد يبحث عن احمد في الأنحاء وعند سؤالِ احدِهم ما الذي اتاك إلى هنا قل ابحث عن احمد الصغير لكي تشتت الإنتباه سيبحثون جميعهم عنه حتى تحين فرصة جلب سمكتين الملونة والأخرى التي دون ذلك ، فأحذر اخي وليد نعتمد عليكما بعد الله إحذرا ..

أتى السائق اإلى المخزن بدون راغبة سألته سلمى عن عدم مجيئها قال : قد انتهى دورها الآن أنتي من يقوم بعتاية الأطفال وهذا المهم ستأتي عند حدوث أي مشكلة انتبهي واحذري الخروج من هذا المخزن الآن سأُقِل الأطفال إلى العمل إحذري الذئاب في كُل الأعتاب...


يتبع بإذن الله في الجزء التالي..
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس