الموضوع: {ديمومة الحياة}
عرض مشاركة واحدة
  #146  
قديم 21-09-2018, 02:34 AM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

ليلة.. كاانت بهدوء هذه الليلة.. وسكونها.. حيث كان حفيف النسيم يداعب خدودها.. ينثر دمعاتها.. يحرق مقلتيها.. يرمدهما.. كانت كعصفور كسير الجناح.. ينتظر جبره ليطير من جديد في الفضاءات الواسعة.. محلقً بحرية دون حدود أو قيود.. كانت كوردة.. تنتظر شفق الصباح لتتفتح أوراقها مع أول خيوط الشمس.. فتنثر عبقها في كل البقاع.. كانت إنسانة من لحم ودم.. مزيج من عواطف وأحاسيس.. "ذات قلب" كاانت.
كان.. مثالي لا يعرف المجاملة.. كان لا يرائي.. ربما كان كذلك!.. المهم أنه كان إنسان تجرد من معاني الإنسانية الزائفة.. كان لا يؤمن بالحب أو بالأحرى لا يرضى بالذل.. كان ذا قلب صدئ ومشاعر جامحة غير متوقعة.. لا يُستطاع التكهن بمكنوناتها ولا بمدلولتها.. كان بعقل سكير وسلوك طفل.. كان يغار عليها لكنه كان يكابر.. كان كأسدٍ يزئر من العرين ليبث الخوف في الأرجاء وهو في الحقيقة مجرد كسولٍ دميم.. يهوى تعذيبها في كل حين.. "يقتلها" كان.
طيف.. هو ما تبقى من ذكريات تلك السنين.. طيف يقف عند رأسي في كل ليلة كانت تسامرني فيها.. في كل ساعة ودقيقة ولحظة.. وكأنه يذكرني بما أقترفته يداي.. يظل يسامرني طول اللحظات التي كانت تسامرني فيها.. يظل مبتسماً أبتسامته المغرورة دون أي كلمات.. يحرقني بنظراته.. يستفزني.. يذهب لركن الغرفة وهو يجر معه حروف من كلمات مبعثرة.. ما يلبث أن يقوم بتجميعها لكلمات مقروءة.. في سلسةٍ مائية تشبة دموعها.. وبعدها يرفعها لأقرئها وأنا أرتجف.. "سأقتلك كما قتلتني".. وهنا أنتهي بإغمائة.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان



التعديل الأخير تم بواسطة أبو المؤيد ; 21-09-2018 الساعة 04:03 AM
رد مع اقتباس