عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-10-2011, 03:17 PM
الصورة الرمزية حمد السيابي
حمد السيابي حمد السيابي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 199
افتراضي إنه الضياع في عالم لا يرحم ..

إنه الضياع في عالم لا يرحم
لا أدري كيف تمر الأيام الجميلة .. إنها كالطيف العابر .. ولا أدري كيف تنقضي الليالي السعيدة .. إنها كالأعراس .. بل كلحظات الطفولة ..
ماذا أقول عن حال نفسي ؟ أأرثي أيامها ولياليها .. أم أضع جمرا على جرح الزمن .. وأزيح غطاء قدسيا عن وجه الحقيقة ؟
كم هي الحياة مليئة بالأخطاء والمغالطات .. لكنها تكون أحيانا سرا من أسرار الاستمرارية لحياة لا نعلم ما هو نصيبنا فيها .. جميعنا تقوده أوهامه إلى المجهول مهما حاول البعض ردم خندق حقيقة وجوده .. بحثت عن السعادة في كتب الحياة كلها .. قلبت الأوراق فوجدتها تحتاج هي الأخرى لمن يمنحها المفقود ..
الآمال كلها أوهام تتناثر أمامك فتبهرك ولا تلبث أن تصعقك .. أنا لا أريد ان تفقد الآمال دورها في بذر بذور السعادة في الأرض الصلبة الملساء .. ولكن من يعرف حقيقتي وما تبعثر من أوراق أحلام جمعتها على مدار ملايين اللحظات .. منذ أن عرفت حقيقة وجودي في زمن لا وجود له .. سوى أضرحة مغطاة بشمع من اللون الوردي .. .. من يا ترى يحاول انتشال تلك الأضرحة التي تحوم من حولها آلاف العناكب السامة وآلاف الخفافيش الليلية وآلاف الأشباح المبتسمة ..
قد جننت وأنا أقول هذا .. ولكن هذه هي حياة إنسان تبعثر كل شيء كان في يوم من الأيام سيمنحه البسمة التي يفتقد حلاوتها .. ماذا أقول لمن كان له يد السبب في تحطيم زجاج مرآة قلبي المطعون بشوك الشوق .. أنا لا أستطيع ذكر تفاصيل حياتي إلا وأذكر تلك السمراء الفاتنة التي أيقظت غفوة قلبي وحركت مشاعري وأثارت شجوني .. إنها المرأة الأولى التي طرقت باب سعادتي وملجأ أحاسيسي الذي لا املك سواه في زمن الضياع .. لقد خانتني الحياة ولطمني الزمن بملاعق أحلامه الزائفة .. وتكسرت أجنحتي وضاع الأمل ..
فإليك أنت يا امرأة أجد سعادتي في قربها .. أناديك وأطلب منك النجدة العاجلة وأنا الغريق في مياه حبك الدافئة .. أنا في حاجة إلى يدك التي عهدتها لتنتشلني .. وتعيد إلى نفسي أحلامها وإلى قلبي آماله ..
من سواك أرتمي في حضنها كطفل أرعبه الخوف فتدفأ جوانحي وتعيد خفقات قلبي إلى طبيعتها .. أنا محتاج إليك وإلى دفئك وإلى حبك وإلى نظراتك وإلى كلماتك وإلى كل شيء فيك ..
أنا ليس لي في هذه الدنيا سوى أحلامي وآمالي المبعثرة يمينا وشمالا على جانبي شارع الضياع .. وأنا أحاول الوصول إلى قلبك .. لا أجد مبررا لبعدك وجفائك فيكفي ما أنا فيه من تخبط وضياع .. ماذا تريدين مني أكثر من أن أكون قتيل حبك ومجنون هواك وتائه لا يعرف عنك بديلا .. ماذا تفتقدين في قلبي وأنت محتاجة إليه .. ؟ الصدق .. فقلبي ينبض على نغمات ذكراك وهو يتدفق صدقا والشوق يشتعل في جوفي فيؤلمني .. أنت تباتين لياليك حالمة سعيدة .. وأنا أبات ألملم آهاتي .. وأجمع ما تبعثرينه أنت .. وأداوي جراحا لم أجد لها دواء إلا قبلة منك .. كل شيء في غرفتي يرثيني حتى قلمي ودواتي ونافذتي التي أطل منها .. لأرى في البعد طيفك .. وأستنشق عبير نسماتك العابرة في أجواء حياتي ..أنت تجهلين حقيقة حبك .. ولا تعلمين ما أعانيه أنا من ضياع وتحطم .. أنا أراك في كل شيء في حياتي .. حتى على زجاج سيارتي .. أراك وأنت تحاولين رفع غطاء رأسك الذي سقط فوق كتفيك .. أراك في أحلام غفوتي ويقظتي وأنت تبتسمين وتحاولين رفع خصلات شعرك الحريري من على جبينك .. أنا أعشق فيك حركاتك وشقاوتك .. خربشاتك وعنادك .. هدوءك وذكائك .. وأسافر في ابتسامتك وسحر عينيك العسليتين الحالمتين .. وأذوب في حرارة قبلاتك المجنونة .. فارحميني وارحمي إنسانا يضيع وأنت سبب ضياعه .. كفي أيتها الشقية الرائعة عن حرق مشاعري .. وعن إثارة هواجسي الهادئة .. وعن زعزعة كياني .. فيكفيني أرقا ويكفيني جنونا وتخبطا .أليس هذا الفيضان الجنوني من الأحاسيس هو نبض قلبي؟ إن حبك يا عزيزتي هو ضياع في عالم لا يرحم ..
رد مع اقتباس