قالت..لك ذلك
ما كان يدور في خلدها غير الذي كنت أفكر فيه أنا ، و كأنها ضغطت على زر كاد يلتهمه الصدأ...أيقظت مشاعر من عز نومها ، فما وجدت أمامها الا تلك المرأة النقابية ، واختفى كل طيف ..كان أبي يضحك لما يرى ساذجا ، فيحكي لنا حكاية الرجل الأعمى الذي استعمل دواءا و لما فتح رأى فأرا ، ثم عمي ثانية ، فكان كلما قالوا له أن فلانا اشترى مثلا حصانا ، فيقول ..الحصان يعني مثل الفأر ؟...فاذا قالوا له فلان اقتنى كلبا فيقول ..كلب يعني مثل الفأر ؟...و هكذا... و كأني لم أر في الوجود امرأة الا تلك النقابية ، فأدركت أنها أعراض حب لا يعلم معاناته الا الله ، و أنا الفاقد لأبجاديات الغرام ، رجل خجول حد الارتباك ،حيي ،لا أقاوم نظرة أبسط مرأة ، أجهل عالم النساء ، و أحارب اختراقاتها بافتعالات مختلفة ...كانت الوحيدة التي اخترقت نظرتها نظراتي ، و وشمت بسمتها على الخاطر
، كسرت أبواب حصني ، و حررت الشيء الرهيب الذي كنت أسجنه و أضطهده ، و هكذا أحسب أن الفؤاد وقع بالكل..
...يتبع...
|