هي غابات الزيزفون ..نسجتها ذات نهار ..نسجتها من خيال عقلي ..فرسمه قلمي ولونه ..ذلك الحلم الذي لا ازال أحلم به وكأنني طفله لا زالت تمسك بطرف ثوب أمها ..عمدت أليها تلك الأسرب من طيور النهار الهادئة..ألحان تغريدها من يجعل للمكان همس..
هي سكنات حالكة ..على باقي ذكريات مؤلمة تعتصر القلوب التي لا تجد من الحياه سواء افاق النسيان الواسعة.. تعمدت الدخول في تفاصيل حزنها ..فقاسمتني حزني الذي لا أعرف متى ابتدئ ... ومتى سوف ينتهي ..
هي ليست نسيان... هي ليست شهوة التحليق ..وبر الانتماء الى ما يسمى بالمجهول ..هي وسيله قصيره لدخول الى عالم آخر ينسيك ما تعيشه لوحدك ..فتحاول مشاركة كل شيء يمر حولك ..حتى ولو ورقه أرهقتها العاصفة ..فسقطت رغما عنها لتلتصق على جبهتك تخبرك بأنها تركت أمانها ..فطارت للبحث عن آخر أن وجدت ..وربما تشارك ..خرير ماءا صوته قادما من بعيد ..أو صوت أقدام تباعدت خطواتها ..وتاهت الى حيث لا تعرف ..وتظل ترسم المشاركة أما بمسمعك أو بعينيك ..
هو ..كأن شيئا قد رسم ببقايا ذألك الطين الذي تعبه الجفاف..وطيرته الرياح القاسية ..وحبسته شيخوخته فيما يسمى بالتراث ..
اسطورة هي الحكايات التي ترويها لنا الجدة في صغرنا ..والأسطورة الاكبر تلك الحكاية التي كنا من ضمن أحداثها ..أحداث حقيقيه ..صرنا نحكيها وكأننا لم نكن فيها من الاساس ..صار باليه بين نسمات الحاضر والماضي ..ونترقب المزيد فالمستقبل ..فما تبقى منها هي ذاكره نحاول التعلق بها قد المستطاع ..فهي نحن عندما كنا صغار !!
علمتنا أن تكون حكاياتنا من بقايا وأثار للحياة الواقعية بكل ما فيها من جمال ..حزن ..أو حتى بقايا فرح .. أحيانا نرويها بكل أسى واحيانا آخر نحكي تلك الايام الجميلة التي لو قارنها مع هذه الايام بكل ما فيها من تغير لما وجدنا ما يشبهها أبدا فلا تزال هي الاجمل ..طيف براءتها يعزف سيفونيه خاصه على مسامعنا.. فما جعلها بتلك الروعة ..بقايا ذكرياتنا الطفولية التي لم تبين لنا ماذا كان يحدث فعقليتنا الصغيرة تحصر في لعب ..ونوم ..ورحلات بين فترات متباعدة..
تعلمت أن أحب كل احلامي لأجعلها شيئا له اثر في حياتي ..ولا أتنازل عنه لمجرد ان فشلت لمرة أو حتى لعشر مرات فالهدف ان احققها ..ليس في عد المرات التي فشلت فيها ..
على بقايا تلك الاوراق المتساقطة على خدود ذلك النهر المتعالي ..الشامخ ..في طلته وبهاء منظره ..تجد أن لها قوة العزم على البقاء مجاوره ..مع فقدانها لأمل للحياة من جديد. فشريانها قد قطعت ودم إحساسها قد سال الى مالا نهاية حتى أصبحت كقطة جليد دارت في مكانها وأصبحت من دون قيمة ..فقوتها ذبلت حين أنفصل عن الجزاء الذي يشكل الامان..
الكثير من الحكايات تحكى على تغاريد عصافير أول الصباح ..جعلت لتلك القصص نغمة مختلفة عما كان ليشابهها ..كانت بدايتها براءة ..ونهاية طريق لا رجعة فيه..
وما زلت أزرع في غابات الزيزفون لتكبر ..لتتصبح عالم كبير يحقق أحلام كل من عنده الأمل في أن يحقق أحلامه بمشيئة الله تعالى ...
